كيف تحوَّل مروان من شخص ضعيف مضحوك عليه إلى شخص جريء يعرف كيف يجب أن يتصرَّف في كل الظُّروف؟
عاشَ مروان متردِّداً خجولاً لا يعطي رأيه أو يشاركه مع أحد خِشية أن يسخر منه النَّاس، وكان دائم الموافقة على ما يُعرَض عليه من أصدقائه مع أنَّهم كانوا يستغلُّونه وهو يعلَم ذلك، لكنَّه بقي متمسّكاً بهم خوفاً من أن يتركوه ويصبح وحيداً دون أصدقاء.
وفي يومٍ من الأيَّام شاءت الإرادة الإلهيَّة أن تُرسِل لمروان فتاةً مؤمنة جريئة تُجابِه جيوشاً بحجَّتها وقوَّة إقناعها، فتعرَّفت عليه وعَلِمَت معدنه النَّقي وراحت تخبره عن روعة الرَّب يسوع وعن غفرانه العظيم والتَّغيير الجذري الذي يصنعه في حياة النَّاس، فارتبكَ مروان وقال لها مُتردِّداً: وهل أستحقُّ أن ألتجئ إليه؟
فراحت تخبره عن الوَحي الإلهي الذي يؤكِّد لنا أنَّ جميع من وُلِدَ على هذه الأرض بما فيهم الأنبياء هم خُطاة وأعوَزَهم مجد الله. ورويداً رويداً وكما تتسرَّب قطرات المطر لتروي الأرض اليابسة العطشى، هكذا تغلغلَت كلمة الله في حَنايا مروان وأحسَّ بقوَّة لم يعهدها يوماً.
التحول المفاجئ
أتت ليلة السَّبت وكالعادة سيلتقي مروان بأصدقائه كي يسهروا معاً وطبعاً سيجعلونه يتكفَّل بدفع فاتورة السَّهرة ككُلّ مرَّة، لكنَّ مروان هذه المرَّة كان مختلفاً فوقفَ أمامهم وقال بملء الثِّقة: أعتذر منكم فأنا لن أسهر معكم بعد الآن ولن أحتسي الكحول مجدَّداً ولن أدَع أحد يستغلَّني ويستضعِفني ويستهزئ بي، لقد تُبتُ أمامَ الرَّب وأنا الآن أعرف قيمتي جيِّداً في عينيه.
فابتدأ أصحابه يسخرون منه ويضحكون ضحكات عالية غير مصدِّقين ما يسمعونه منه، لكنَّه لم يهتمّ لاستهزائهم وغادرَ مجلسهم دون أن يلتفت. حينها استغربَ رِفاقه من موقفه ومن الشَّجاعة التي أبداها لهم لأنَّهم لم يعهدوه بها أبداً.
وصار مروان كل ليلة سبت يأتي ليقف أمام أصحابه ويقول لهم نفس الكلمات ثمَّ يخبرهم عن عمل المسيح في حياته وينصرف. هكذا حتَّى ثارَت ثائرَة مازن أحد أصدقاء مروان الذي وقفَ مرَّةً وأمسكَ به من ياقة قميصه وقال غاضباً: ماذا تحاول أن تفعل ولماذا تخبرنا هذا الحديث كل مرَّة؟ حينها أجابه مروان: أفعل ذلك لأنّي أتمنَّى لكم أن تتحرَّروا من عبوديَّة الخطيَّة التي تحيَون بها كما تحرَّرتُ أنا، وأُصلّي من أجلكم كلَّ يوم علَّكم تتوبون عن خطاياكم وتنالون الخلاص الأبَدي قبل فوات الأوان.
العبرة
قد تكون تُعاني من نفس مشكلة مروان أو من أُمور أُخرى تُقيِّدك ولا تعرف كيف تتحرَّر منها، الحلّ هو إيمانك بالمسيح يسوع لأنَّه الوحيد القادر أن يُحرِّرك من كل قيود الماضي ويغيّر حياتك للأفضل ويصنع منك إنساناً جديداً.
“فَاللهُ الآنَ يَدْعُو جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ تَائِبِينَ، وَقَدْ غَضَّ النَّظَرَ عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ الَّتِي مَرَّتْ،” (أعمال الرُّسل 30:17)
مقالات مُشابِهة
الحقل الملآن
عدالة السماء
قصة سارة