سَبايا حرب حَسناوات تمَّ بَيعهُنَّ في سوق النِّخاسة، فكيف سيكون مصيرهنّ؟
خمس فتيات اختارهُنَّ زعيم جماعة مُتطرِّفة وسجنهُنَّ معاً لأنهنَّ أجمل سبايا الحرب بعد أن انتصر في معركته على مدينتهنّ وقتل رجالهُنّ، أخذ هو ورفاقه النِّساء عُنوةً لكي يتمّ بيعهُنَّ مقابل مبلغ مرتفع من المال تحت تشريع إلهي مزعوم، لذلك تمَّ عرَضهُنَّ للبيع في سوق النِّخاسة.
أحد الأغنياء الذي عرفَ بالأمر كان صديقاً لوالد إحدى الفتيات وكان ثريّاً جدّاً وصاحب نُفوذ كبير، فعرض هذا الرَّجل شراء جميع النِّساء بمقابل مادِّي ضخم. وقد وافق زعيم الجماعة على طلبه على الرَّغم من أنَّ هذا الثَّري لا ينتمي إلى الجماعة المُتطرِّفة أصلاً، إلَّا أنَّ العرض المالي الكبير فاقَ الاعتبارات الأُخرى.
وحين وصلت الفتيات إليه كُنَّ يتوقَّعنَ أنَّه سوف يستغلّهُنَّ لشهوات ورغبات جسده، لكنهُنَّ تفاجأنَ عندما قال لهُنَّ لا أريد منكُنَّ شيئاً ففَكَّ قيودهُنَّ وأطلقهُنَّ أحراراً.
فرِحَت الفتيات اللَّواتي تغيَّرت حياتهُنَّ وانطلقنَ لحياة جديدة، لكن واحدة منهُنَّ رفضت المغادرة وركعت أرضاً وتمسَّكت بقدمَي الرَّجُل وقالت له: أنا سوف أبقى معك، أُريد أن أخدمك وأبقى بجوارك عمري كلّه لأنَّك أنقذتني وحرَّرتني وغيَّرتَ حياتي.
العبرة
من الواضح أنَّ هذه الفتاة شعرَت بالجميل تجاه هذا الشَّخص الذي حرَّرها من سَبيِها، وإن كانت الحكمة البشريَّة تُشيد بعمل هذه المرأة لأنَّها لم تنسَ المعروف الذي صنعه معها مُخلِّصها الأرضي، فكم بالحري يجب علينا نحن المؤمنين أن نُقدِّر الجميل الذي صنعه الرَّب في حياتنا حين اشترانا بدمائه وحرَّرنا من قُيود وعبوديَّة الخطيئة وخلَّصنا من نار جهنَّم مانِحاً لنا الحياة الأبديَّة؟
“… مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ الْكِتَابَ وَتَفُكَّ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ، وَبِدَمِكَ اشْتَرَيْتَ لِلهِ أُنَاساً مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلُغَةٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، وَجَعَلْتَهُمْ مَمْلَكَةً لإِلَهِنَا وَكَهَنَةً لَهُ، وَسَيَمْلِكُونَ عَلَى الأَرْضِ.” (رؤيا يوحنَّا 9:5-10)
مقالات مُشابِهة
ينبوع المياه الحية
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
قصة سارة