من سفر التكوين
الإصحاح الرابع والعشرون
نتأمل اليوم في سفر التكوين، الإصحاح الرابع والعشرون
وَكَانَ إِسْحَاقُ قَدْ أَتَى مِنْ وُرُودِ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي، إِذْ كَانَ سَاكِنًا فِي أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي ٱلْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ ٱلْمَسَاءِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ.
التكوين 24: 62-63
نتأمل اليوم في إسحاق الذي كان خارجًا يتأمل في الطبيعة، يتأمل في الله. فالله أعطى إسحاق هدية وهي رفقة. فكان خارجًا إسحاق يتأمل ورأى الجمال قادمة. ما لمس قلبي جدًا هو أن إسحاق كان يتأمل. التأمل شيء جميل جدًا. هيّا بنا اليوم نتحدث عن التأمل.
يتأمل الإنسان في الشيء ليعرفهُ، لكي يكتشفهُ، بمعنى أن تنظر إليه، وتتسائل وتعرفهُ أكثر. التأمل شيء جميل جدًا، ليس مجرد كلمات نرددها، ولكن حياة يُمكنك أن تعيشها. فما أجمل أن تتأمل في الله. فثبت نظرك إلى الله ولا تدع أي شيء يجذبك بعيدًا عن أن تكون عيونك على الله، لأن روحك التي خلقها الله مشتاقه أن تتقابل مع الله. فعندما تتأمل أنت تتيح الفرصة والهدوء لروحك أنها تتقابل مع خالقها. فتشعر روحك بالراحة والفرح والانطلاق، وكأنك تطلق روحك من العالم، فتنطلق لتسبح في السماويات، وتتقابل مع الله، وترتاح فيه، فتشبع نفسك من محبة الله، وترتوي منها. فالله هو فقط من عنده المياه الحقيقية التي تروي الإنسان فهو قال عنها:
الَّذِي يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا، لَنْ يَعْطَشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَداً، بَلْ إِنَّ مَا أُعْطِيهِ مِنْ مَاءٍ يُصْبِحُ فِي دَاخِلِهِ نَبْعاً يَفِيضُ فَيُعْطِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً.
إنجيل يوحنا 4: 14
فعندما ترتوي من محبة الله، أنت تسدد احتياج داخلي لديك. فتُشبع هذا الاحتياج، فتطلق نفسك لتفرح بخالقها وتلتصق بيه. فتشبع روحك ونفسك من مياه الله، من محبة الله، من الله نفسه. فتشعر أنك تطير في السماء، وهذا ليس فقط احساس داخلي لكن قد يتحرك جسدك أيضًا ويسجد لله شاكرًا الله على هذه اللحظات. في هذه اللحظات قد تجد روحك تغني ولسانك فعلًا يقول: “دايس على عسلك ياعالم، لأني بإلهي أنا شبعان” لأن الشبع الحقيقي هو في الله.
فلحظات التأمل هي لحظات من الملكوت. يمكنك في هذه اللحظات أن تشم رائحة الله. وفي التأمل قد يخبرك الله بإعلان جديد لم يخبر به أحد من قبل، إعلان من قلب الله ليك. ستشعر بفرح لا يوصف فتسبح الله قائلًا: أنت حبيبي يا الله، أنت تأتمني على سرك. أنت تحكي معي. أنت تخبرني كلمات من فمك.
ستعيش لحظات مع الله لن تُنسى من ذاكرتك لأنها مبهرة، فتطلب المزيد. أشكرك يارب لأنك فتحت لنا الباب وشققت حجاب الهيكل لكي ندخل إلى قدس الأقداس. شكرً لك يارب. آمين
الكاتب: هبة تسبيح
Intercessory Prayer Leader
مقالات مُشابِهة
يُريد أن يُخبرك
وجود الله
هوّذا يناديك
الأساسيات في المسيحية