end of the road with a left or right sign

لقد اختل الميزان منذ أن سقط الإنسان في الخطيّة. ولم يعد لدى الإنسان القُدرة على التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح. فعاش البعض ينشروا فسادًا، والبعض الآخر حائرون كيف يمكن عيّش حالة الصلاح، وحتى في بحث الإنسان عن حياة الصلاح، بدأ يبحث الإنسان عن عبوديّة لشرائع وقوانين.

الوصايا

بدأ يبحث الإنسان عن شرائع وقوانين لا تمنح القُدرة على فعل الصواب بقدر ما إنها تضع أحمالًا يصعب احتمالها، وحتى إذا استطاع الإنسان أن ينفذ بعض هذه الوصايا، فقدرته هذه تخلق فيه نوع من التكبر والرضا الذاتي الزائف وإدانة الآخرين أيضًا لعدم قدرتهم على تنفيذ الوصايّا. فقد واجه المسيح رجال الدين اليهودي قائلًا:

فَقَالَ: «وَالْوَيْلُ أَيْضاً لَكُمْ يَا عُلَمَاءَ الشَّرِيعَةِ، فَإِنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرْهِقَةً، وَأَنْتُمْ لَا تَمَسُّونَهَا بِإِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِكُمْ!
إنجيل لوقا 46 :11

فبالرغم من أنه منذ القديم أرسل الله وصاياه على يد موسى، إلا أن الإنسان لم يعش هذه الوصايا. فقد صرح بولس قائلًا:

فَإِنَّ مَا أَفْعَلُهُ لَا أَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهِ: إِذْ لَا أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، وَإِنَّ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَعْمَلُ.
الرسالة إلى أهل روميه 15 :7

الولادة الجديدة

في الحقيقة إن الإنسان لم يكن يعرف ما يبحث عنه، لكن القدير في محبته منح الإنسان ما يحتاجه. فما يحتاجه الإنسان حقيقتًا ليس فرائض وقائمة بالمحرمات ولكن تغيير من الداخل. فالإنسان في الحقيقة كان يبحث عن حل لكي يتغير داخليًّا فيستطيع أن يعيش حالة الصلاح. فها هي السماء تشرق بالحل، ويشرق نجمه في المشرق لحظة ميلاد المُنقذ المسيح. ثم تشهد الأرض تجسد الحل الذي يبحث عنه الإنسان منذ قرون. ويشهد البشر تحقق نبوات لطالما انتظروها بشوق وشغف. فها هو المسيح يقول الحل صراحةً إلى نيقوديموس رجل الدين اليهوديّ الذي جاء للمسيح ليلًا ليسأل عن الحل المفقود. وها المسيح يقول:

فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَا أَحَدَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ إِلّا إِذَا وُلِدَ مِنْ جَدِيدٍ.
إنجيل يوحنا 3 :3

فالمسيح قال الحل صراحةً لنيقوديموس إلا أنه لم يدرك ولم يفهم. فهذا الحل أبعد ما يكون عن أن يدركه الإنسان ويتوقعه. فعاد نيقوديموس يسأل المسيح مجددًا:

فَسَأَلَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ كَبِيرُ السِّنِّ؟ أَلَعَلَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً ثُمَّ يُولَدَ؟
إنجيل يوحنا 4: 3

فَعَادَ نِيقُودِيمُوسُ يَسْأَلُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَتِمَّ هَذَا؟
إنجيل يوحنا 3: 9

هذا ما جاء المسيح ليقدمه للإنسان. فالحاجة هي لتغيير داخلي حقيقي يُغيّر الإنسان. الحاجة هي لميلاد جديد لكُلًا من روح وكيان الإنسان، فيتحرر كل ما في الإنسان من كل قيود الخطيّة. ويبدأ يختبر تدريجيًّا حالة النمو الحقيقيّ في الصلاح. وهذا هو سبب ظهور المسيح في العالم. فقد أكمل المسيح حواره مع نيقوديموس قائلًا:

وَكَمَا عَلَّقَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، فَكَذلِكَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَلَّقَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِتَكُونَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ. لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُرْسِلِ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ الْعَالَمُ بِهِ،
إنجيل يوحنا 3: 14-17

فالمسيح ظهر في العالم ليُجدد ويُغيّر الإنسان. هذا التغيير الذي يتطلب وجود كفارة عظيمة، وذبيح عظيم يُكفر عن خطايّا البشريّة، فيزيل حاجز الخطيّة، فيعود الإنسان مرة أخرى لله، فيتغير ويتجدد ويختبر الولادة الجديدة، فيمتلئ قلبه بالصلاح الذي لطالما بحث عنه. فهل تريد ذلك؟

إذا أردت أن تختبر الولادة الجديدة، اذهب للمسيح الآن. واطلب منع أن يغيّرك ويجددك. وأبدأ رحلة التغيير مع المسيح. فلا تضيّع يومًا آخر من حياتك بعيدًا عن الحياة الجديدة.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

اليم المسيح
الوصايا العشر
نظرة على الوصايا العشرة
صلاة لتجديد الإيمان


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.