فتى عربي يتجه نحو الباص

حفرَت حُفرةً لِابن زوجها، لكن من الذي سقطَ فيها يا تُرى؟ تابعوا معنا هذه القصَّة لتعرفوا ما الذي حصل مع نهاد؟

لطالما حاول فؤاد أن لا يميِّز ابنه سامي عن اِبن زوجته هادي، فهو وبعد أن فقدَ زوجته بحوالي العام، تعرَّف على أرملة لديها طفل مولود حديثاً، حينها كان فؤاد بحاجة ماسَّة إلى زوجةٍ له وأُمٍّ لطفله سامي ذي الأربع سنوات، لذلك تزوَّج من نهاد ووعدَها بأنَّه سيعامل طفلها كأخٍ صغيرِ لاِبنه، وفعلاً هذا ما حصل، حتَّى أنَّ سامي أحبَّ شقيقه الصَّغير جدّاً وكان ينادي زوجة أبيه ويقول لها: (يا أُمِّي) كما علَّمهُ والده تماماً حين أخبرَهُ بأنَّ له أُمّ تسكن في السَّماء وقد أرسلت له هذه الأُمّ (أي نهاد) لتُربِّيه وتهتمّ به. لكن نهاد وللأسف لم تكُن أمينة على اِبن زوجها ولطالما حاولت أن تؤذيه، فكانت تدَعه يتضوَّر جوعاً دون أن تُطعِمه، وتضرِبه دوماً دون سبب، وجُلّ اهتمامها كان طفلها هادي فقط.

مرَّت السَّنوات وبرغم سوء معاملة نهاد لسامي إلَّا أنَّه لم يشتَكِ منها يوماً ولم يُخبر أباه عمَّا كانت تفعله به، بل كان يحبُّها ويحبُّ أخاهُ كثيراً. لكنَّ البُغض تملَّكَ أكثر في قلبها حين أحضرَ زوجها أُستاذاً خاصَّاً لتعليم سامي كي يتفوَّق في مدرسته، فثارَ غضبها في داخلها وقرَّرت أن تتخلَّص من اِبن زوجها كي يحظى طفلها بكل الاهتمام والرِّعاية.

وفي إحدى الصَّباحات أحضرَت نهاد قطعة من الحلوى ووضعت بداخلها سُمّاً وأعطتها لسامي قبل أن ينصرف للمدرسة وقالت له: لقد أحضرتُ لكَ الحلوى التي تحبُّها يا سامي، وكم فرِحَ اِبن الثَّماني سنوات فلأوَّل مرَّة تبتسم له أُمُّه هذه الابتسامة الدَّافئة، خرجَ من المنزل وهو يحمل الحلوى في يده، وقبل أن يصعد حافلة المدرسة، ركضَ خلفهُ شقيقه وقال: أُريدُ الذَّهاب معك إلى المدرسة، أرجوك خذني معك وابتدأ يبكي، فما كان من سامي إلَّا أن أعطى قطعة الحلوى لأخيه وقبَّلهُ وقال له: ليس الآن يا أخي، بل في العام القادم سوف نذهب معاً إلى المدرسة ونبقى سويّاً طوال الوقت، هيَّا خُذ قطعة الحلوى هذه وعُد إلى الدَّاخل فأنا يجب أن أذهب.

كانت نهاد تقف في المطبخ تحضِّر الفطور لزوجها وابنها، ثمَّ نظرَت حولها فلم تجد طفلها، أسرَعت تبحث عنه فوجدته مُستلقِياً على الأرض ينتَفِض وعيناهُ مقلوبتان وبقايا قطعة الحلوى في يده، فراحت تصرخ كالمجنونة وحملَته إلى المستشفى.

ماتَ هادي متأثِّراً بالسُّم، وفقدَت نهاد رُشدَها واعترَفت بأنَّها حاوَلت تسميم اِبن زوجها، فطلَّقها زوجها وسُجِنَت عقاباً لها على فعلتها.

العبرة

لو أنَّ نهاد أرادت الخير لِابن زوجها لكانت رَبِحت اِبناً ثانياً لها وشقيقاً لِابنها، لكنَّها بسبب أنانيَّتها ونواياها الشِّرِّيرة خَسِرَت كلَّ شيء ونالَت جزاء فعلتها. وكما يقول الكتاب المقدَّس:

“مَنْ يَحْفِرُ حُفْرَةً لإِيذَاءِ غَيْرِهِ يَقَعُ فِيهَا، وَمَنْ دَحْرَجَ حَجَراً يَرْتَدُّ عَلَيْهِ.” (الأمثال 27:26)


مقالات مُشابِهة

البخيل
عدالة السماء
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.