أُم حُسام هي اِمرأة بإيمانها المُنقطِع النَّظير غيَّرَت واقِع مَرير، فما الذي فعلتهُ أُم حُسام؟
جميع من في القَرية يعرفون قصَّة أُم حُسام، فهي رُزِقَت بوَحيدها بعد علاجات وعمليَّات دامَت عشر سنوات، وبعدَ أن أنجبتهُ لم تستطِع أن تُنجِب لهُ إخوة وأخوات.
وها هو اليوم جثَّة هامِدة تحتضنهُ بين ذراعيها بعد أن أصابتهُ رصاصة قاتِلة حين كانَ يُحاول أن يُهدِّئ من غضَب صَديقيه في عِراكهِما، فكانت النَّتيجة أنَّه خسر حياته.
ولشدَّة تأثُّر كبير القَرية بما حدَث، جاءَ وقدَّمَ أمام الأُمّ المَفجوعة الشَّابَّين اللَّذين تعارَكا والذي كان أحدهُما مُطلِق النَّار، وسلَّمها نفس المُسدَّس الذي قُتِلَ به ابنها وقال لها: هيَّا يا أُم حُسام خُذي بثأركِ من قَتَلَة وَحيدك.
فما كان منها إلَّا أن رَمَت المُسدَّس جانِباً وهتفَت ودُموعها على خدَّيها: الرَّبُّ أعطى والرَّبُ أخَذ، مُبارَكٌ هو اِسمُ الرَّب.
الرحمة والتوبة
ثمَّ قالت للشابَّين المذعورَين: لا تخافا فأنا أُسامحكُما، لكن اطلُبا السَّماح من الرَّب الذي هو قادر أن يغفر لكُما إن اتَّضعتُما وندِمتُما أمامه. اترُكا الغضَب يا ولدَيَّ واتبعا الرَّبَّ، فتكونُ حياتكُما الجديدة المُعَطَّرة برائحة المسيح هي تعزِيَتي. وأنا رغمَ حُزني على وَلدي إلَّا أنَّني أشكرُ الله أنَّ ابني ماتَ مَظلوماً وليسَ ظالِماً.
ومنذُ ذلك اليوم تحوَّلت تلك القَرية التي كانت تعيش على مبدأ الأخذ بالثَّأر والعَين بالعَين والسِّن بالسِّن، وأصبحت مِثالاً للمغفرة والتَّسامُح بين القُرى الأُخرى بسبب إيمان أُم حُسام.
فما أحوَجنا لنُورٍ يوضَع على المَنارة ليُضيء لجميع الجالِسين في ظُلمَة الخَطيئة.
مقالات مُشابِهة
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
التوكل على الله
قصة سارة