poor woman with 4 kids

قدَّمت سلوى كل ما لها لمساعدة طِفل مريض، فكيف كانت تداعِيات عمل الخير عليها؟

سلوى أرمَلة خسِرَت زوجها منذُ أربع سنوات، ولأنَّ زوجها كان مسؤولاً في جيش بلاده لذلك هي تستلم راتِباً شهريّاً بعد وفاته وتعمل في تصليح الملابس القديمة، ومن خلال هذين المَدخولين تُعيل أطفالها الأربعة.

فتحَت سلوى الصّندوق الذي تدَّخِر فيه المال منذ مدَّة، وجمعَت كل ما فيه وقرَّرت أن تذهب إلى السُّوق لتشتري ثياباً وأحذية وألعاباً جديدة لأطفالها فالعيد اقترب وهي لم تُزيِّن البيت أو تحتفل منذُ وفاة زوجها.

خرجت من المنزل وسحبَت الرَّاتب الشَّهري من المصرِف القريب وتوجَّهت إلى المستشفى لزيارة خالتها التي خضعت لعمليَّة جراحيَّة قبل أيَّام قليلة، وما إن وصلَت إلى باب المستشفى حتى رأت هَرجٌ ومَرج فتقدَّمت لتستطلِع الأمر، وإذ برَجُل الأمن يدفع بعيداً بشابٍّ في العقد الرَّابع من عمرهِ والشابّ يصرخ ويقول: اِبني أرجوكم أنقِذوا لي اِبني. ثمَّ سمعَت صوت المسؤولة تقول: نعتذر منك لكنَّنا لا نستطيع أن نستقبل اِبنك إن لم تؤمِّن مبلغ التَّأمين الخاص بالدُّخول للمستشفى.

فتقدَّمت سلوى على الفَور وبدون أيّ تفكير فتحت حقيبتها وأخرجَت كل ما لدَيها من نُقود وقدَّمتها للمسؤولة قائلة: استقبِلوا المريض الآن أرجوكم، والله سوف يتدبَّر الأمر مع هذا الرَّجُل. تفاجأ الرَّجُل من تصرُّف سلوى وبكى شاكراً لها على صنيعها، فقالت له لا تخَف فإنَّ الرَّب الذي أرسَلني في هذه اللَّحظة لكي أُساعدك، قادِرٌ بأن يشفي لك ابنك ويعيدهُ إليكَ سالماً، فقال لها ما اسمك وما رقمك لأُعيد إليك المال حين أستطيع؟ ردَّت عليه: لا تقلق بشأني أرجوك، فقط اهتمّ بطفلك الآن. وأكمَلت طريقها لزيارة خالتها المريضة.

المفاجأة

حين عادت سلوى إلى بيتها احتارَت ماذا تفعل وكيف ستؤمِّن مصروف هذا الشَّهر، لكنَّها راحَت تُرنِّم وجلسَت تُصلح الملابس على آلَة الخِياطة، ثمَّ احتضنَت أطفالها وغفَت تلك اللَّيلة قريرة العينين بعدَ أن صلَّت وطلبَت من الرَّب أن يُسدِّد احتياجها.

وعند طُلوع الشَّمس صحَت من نومها على صوت قرع الباب، فاستغربت وقالت في نفسها تُرى من القادم في مثل هذا الوقت! فتحت الباب لتجد قريب زوجها الذي لم ترَهُ منذ أن سافرَ إلى أمريكا قبل عشر سنوات.

فقالت له: متى عُدتَ من السَّفر؟ قال: عدتُ بالأمس ولم يغمض لي جِفن طوال اللَّيل، ولذلك أتيتُ في هذا الصَّباح الباكر لكي أوصِلَ لكِ الأمانة. قالت: الأمانة! أيّ أمانة؟

أجابها: اسمعيني جيّداً، فأنا ومن حوالي عشر سنوات استدَنتُ من زوجك مبلغاً من المال ثمَن الأرض التي باعَها من أجل أن يُساعدني على الهِجرة، ومنذُ أربع سنوات حين علِمتُ بوفاته بدأتُ بالعمل ليلَ نهار لكي أجمع المال وأرُدّ الدَّين المُترَتِّب علَيّ. ثمَّ قدَّم لها حقيبة ممتلئة بالمال وقال: هذا هو مالُ زوجكِ، واستأذنَ بالانصراف، فوقفت سلوى تحمل حقيبة النُّقود بين يديها وتقول في نفسها كم أنتَ عظيمٌ وصالحٌ يا رَبّ.

“…فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ، لأَنَّنَا، مَتَى حَانَ الأَوَانُ، سَنَحْصُدُ…” (غلاطية 8:6-9)


مقالات مُشابِهة

ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
التوكل على الله
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.