عادَ فجأةً فوجدَ في بيتهِ رَجُلاً آخَر في وَضعٍ مُثيرٍ للرَّيبة، فماذا فعَل ومن كان هذا الرَّجُل؟
سلمان وابتسام أحبَّا بعضهما منذ الصِّغر فهُما أبناء عُمومة وقد تكلَّل حُبّهما بعَقد قِرانهما فكانت فرحتهما لا توصف، لكنَّهما وبحُكم وظيفة سلمان تركا منطقتهما وعائلتيهما وانتقلا للعيش في منطقة أُخرى. بعدها أقنعَ سلمان زوجته بأن تترك عملها كمُعلِّمة حيث قال لها: ابقَي في البيت يا حبيبتي وارتاحي فأنا قادر على الاهتمام بمصروف البيت ومصروفك وقريباً بإذن الله حين تحملين طِفلاً فلن تكوني قادرة على تحمُّل التَّعب والإرهاق خارج المنزل. وهكذا كان سلمان يُغادر منزله باكراً وتبقى ابتسام في البيت تهتم بنظافته وتحضِّر لزوجها حبيبها أشهى المأكولات.
وحدثَ ذات يوم أنَّ أخاها فيصل أتى لزيارتها وأخبرها بأنَّه سوف يستأجر مَسكناً لهُ بالقرب منهم لأنَّ وظيفةً في هذه المنطقة قد عُرِضَت عليه، فسألته أُخته: وهل أنت متأكِّد بأنَّك ستبقى في هذه الوظيفة الجديدة؟ قال: لا أعرف بعد فأنا ولمدّة شهر كامل سأكون مُتدرِّباً وفي آخر الشَّهر سوف يُجرونَ تقييماً وإن نجحتُ في التَّقييم حينها سأستلم الوظيفة رسميّاً، قالت ابتسام: إذاً لا داعي لأن تستأجر مَسكَناً من الآن، اذهب لوظيفتك وعُد إلى هُنا لكي تَبيت عندنا طيلة فترة التَّدريب.
وفي المساء عاد سلمان للبيت لكنَّ زوجته لم تُخبره عمَّا دار بينها وبين شقيقها حيث قالت في نفسها: بعد قليلٍ حين يأتي أخي سوف نُخبر سلمان معاً وحينها سوف يسعد بذلك، فزوجها وشقيقها لم يكونا فقط أبناء عُمومة بل كانا أيضاً صديقين مُقرَّبين منذ الصِّغر.
لكنَّ عملاً طارِئاً منعَ شقيقها من المجيء تلك اللَّيلة، وفي الصَّباح ذهبَ سلمان إلى عمله قبلَ أن يعلَم بشيء، وبعد بضعة دقائق من مغادرته أتى فيصل فطرقَ الباب وألقى تحيَّة الصَّباح على أُخته، ردَّت عليه التَّحيَّة وسألته: أين بِتَّ ليلة البارحة ولماذا لم تأتِ؟ أجاب: اضطررت للبقاء في المُناوبة اللَّيليَّة، اعذُريني كان يجب أن أُخبركِ لئلَّا تقلقي عليّ، قالت: لا مشكلة، ادخُل لتستحمّ ريثما أُحضِّر لك الفطور.
المفاجأة
أمَّا سلمان فقد تذكَّر أنَّه نسيَ هاتفه المحمول في المنزل فعاد ليأخُذه، فتحَ الباب فسمعَ زوجته تُغنّي في المطبخ وهي مُنهمكة في تحضير الفطور دون أن تنتبه لمجيئه، واستغرب لأنَّهما تناولا فطورهما معاً، وفجأةً سمعَ صوت رَجُل يُدَندِن فاقترب وسمع صوت تدفُّق المياه في الحمَّام، حينها أسرعَ كالمجنون وأحضرَ مُسدَّسهُ من دُرج مكتبه ودخل الحمَّام وقال بغضب: التَفِت إليَّ أيُّها النَّذل قبل أن أقتُلك، فصرخَ فيصل مذعوراً: اِبن عمّي متى عُدتَ من العمل!؟ وحين رآهُ سلمان وقعَ أرضاً وشكرَ الله لأنَّه لم يُطلِق عليه النَّار قبلَ أن يُكلِّمه ويعرف من هو.
شَكّ سلمان وظنَّه كان من الممكن أن يتسبَّب بكارثة، فالتَّسرُّع والغضب قد يجلبا على صاحبِهما أُموراً لا تُحمَد عُقباها.
لذلك دعونا نتعلَّم ممَّا قاله المَلِك سُليمان الحكيم عن الغضب وضبط النَّفس:
“الْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْمُحَارِبِ الْعَاتِي، وَالضَّابِطُ أَهْوَاءَ رُوحِهِ خَيْرٌ مِنْ قَاهِرِ الْمُدُنِ.” (سِفر الأمثال 32:16)
مقالات مُشابِهة
الأم الثكلى
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
قصة سارة