وعدَ الجميع بحياة أفضل كي يُساعدوه في الوصول إلى مَسعاه، لكنَّه نَسِيَ كل وُعوده حين حصلَ على ما يُريد.
يُحكى أنَّه في غابة كبيرة أسَّسَ الأسد مملكةً ونصَّبَ نفسهُ ملِكاً فيها ووَعدَ رعاياه بعيشةٍ رغيدة وحياة سعيدة. وطلبَ أن لا يوضَع على مائدتهِ إلَّا كل من هو عجوز ومريض من الحيوانات التي هو بحاجة لأكلها كي يعيش، وهكذا اطمأنَّ الحيوانات الأصِحَّاء والصِّغار بأنَّهم سيتمتَّعونَ وأخيراً بحياة آمِنة بينَ مُفترِسات الغابة لأنَّ القانون الجديد سيُطبَّق على جميع الحيوانات المُفترِسة.
لكنَّ شِبل الأسد ووَليّ عهده راحَ يجول على رؤساء فصائل الحيوانات ورَعايا المملكة كي يُقنعهم بأن يَنتخِبوهُ هو ويعزِلوا والده الذي يأكل عجائزهم ومرضاهم، وابتدأ الشِّبل يُمثِّل أمامهم دَور الحمَل الوَديع، وقال لهم بأنَّه إن استلمَ الحُكم هو فسَوف يأكل الحشائش والخُضار مثل باقي حيوانات الغابة ويُحافظ على حياة الجميع.
اقتنعَ بعضهم بكلامه وسانَدوه، وبعدَ معركة دامِية مع أبيه، انتصرَ الشِّبل وتُوِّجَ ملِكاً. لكن سرعانَ ما ذهبَ الوَعد الذي قطعهُ معهم أدراج الرِّياح، فراحَ الشِّبل يفترِس كل من يقع في طريقه دون أن يهتمّ أساساً إن كان سليماً أو صغيراً أو حتّى رضيع.
فاجتمع بعض رؤساء الفصائل المُتضرِّرة من حُكمهِ وطلَبوا مُقابلتهُ وسألوه قائلين: ألَم تعِدنا أيُّها الملِك بأنَّك لن تفترس أحداً من فصائلنا بل ستأكل الحشائش والخُضار فقط؟ أجابهم الشِّبل: أنا وَعدتُّكم وعداً كاذِباً من شدَّة ذَكائي، وأنتم صدَّقتموني من شدَّة حماقتكم، ثمَّ هجمَ عليهم وافترسَ من استطاعَ افتراسه منهم.
إسقاط على الواقع
هذه القصَّة الافتراضيَّة من عالَم الحيوانات تُعلِّمنا دُروساً لنُطبِّقها في حياتنا الرُّوحيَّة، فإبليس يتنكَّر في شِبه مَلاك نور ويعِدنا بأنَّ حياة الخطيئة سوف توفِّر لنا مَتاع الدُّنيا وتُعطينا الفرح والسَّلام، لكن حين نصدِّقهُ سرعانَ ما نكتشف أنَّه مُجرَّد أسد زائِر يجول مُفترساً من يستطيع أن يبتلعه. لا تنخدع من الشِّرِّير، بل عِش حياتك للرَّب وسلِّم طريقك له ولا تُصدِّق غيره، وحينها ستحظى بالسَّلام الحقيقي والفرح الأكيد.
“تَعَقَّلُوا وَتَنَبَّهُوا. إِنَّ خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ كَأَسَدٍ يَزْأَرُ، يَجُولُ بَاحِثاً عَنْ فَرِيسَةٍ يَبْتَلِعُهَا.” (رسالة بطرُس الأولى 8:5)
مقالات مُشابِهة
الأب المثالي
عدالة السماء
قصة سارة