Man weeping over a friend in the hospital

وِسام وسامر صديقان عاشا سويّاً في بيئة غير صالحة ثمَّ فرَّقتهما الظُّروف، لكنَّهما اجتمعا مجدَّداً بمشيئة إلهيَّة وطريقة معجزيَّة.

كبُرَ وِسام وهو لا يكاد يفترق عن صديقه سامر، فهُما عاشا معاً واختبرا كل أنواع التَّجارب السَّيِّئة معاً، من تعَلُّم التَّدخين إلى مُشاهدة الخلاعيَّات ومُصادَقة بنات الهوى وصولاً إلى تعاطي المخدِّرات. وشاءت الظُّروف أن يبتعدا عن بعضهما بعد أن سافرَ وِسام مع والده إلى بلد أجنبي، وهناك أبطَلَ طُرقه القديمة بعد أن تعرَّف على المسيح عن طريق مُبشِّرين، فتابَ وآمنَ واختبرَ تعامُلات الرَّب الذي غيَّرَ حياته بشكل جذري وصارَ قسِّيساً يُبشِّر بالرَّب وبخَلاصه.

مرَّت السَّنوات وعادَ وِسام إلى موطنه وبلدته وبدأ يبحث عن أصدقائه ويخبرهم كيف غيَّره الرَّب وكيف استخدمه سبباً لخلاص كثيرين. بحثَ وِسام عن صديقه سامر لكنَّه لم يجده، وبعد حوالي عدَّة شهور عَلِمَ من صديقٍ مُشترَك لهما كان قد رآهُ بالصُّدفة أنَّ سامر يُعاني من مرض عُضال وهو الآن طريح الفِراش غائباً عن الوعي نتيجة جُرعة زائدة من المخدِّر.

التوبة

راح وِسام يزور صديقه بشكل مستمرّ إلى أن استيقظَ من الغيبوبة، لكنَّ سامر حين استفاق لم يكن يستطيع الحركة أو الكلام بل فقط يحرِّك عينيه. وحين رأى صديقه وِسام أمامه بَكى، فجلسَ وِسام بقربه وأمسكَ بيده وراحَ يُخبره عن كل الاختبارات العظيمة التي مرَّ بها منذ أن غادر البلاد وعن عظَمة الرَّب وقوَّة خلاصه ورحمته وعن التَّغيير الجذري الذي صنعه الرَّب في حياته. تأثَّرَ سامر كثيراً بما سَمِع واستغربَ من التَّغيير الذي طرأَ على حياة صديقه الذي استطاع التَّخلِّي عن المخدِّرات بمعجزة إلهيَّة ودونَ مُعالَجة طبيَّة، في حين أنَّه هو نفسه خضعَ سابقاً للكثير من علاجات الإدمان لكن دون أيّ نتيجة تُذكَر.

رأى وِسام التَّأثُّر بادِياً على صديقه فسألَه إن كان يُحِبّ أن يُصلِّي معه ويطلب التَّوبة والخَلاص من الرَّب وحتَّى لو كان لا يستطيع الكلام فليُصلِّ في قلبه لأنَّ الرَّب يعلَم ما في القلوب. وحينها نطقَ سامر فجأةً وقال جُملةً واحدة والدُّموع تملأ عينيه: سوف أُصلِّي معك وأطلب من الله أن يقبَل توبتي، لكنِّي أُريد أن أترُكَ بين يديك وصيَّتي الأخيرة وأتمنَّى أن تُحقِّقها لي، فسأله وِسام: وما هي؟ فقال: أُريد منك أن تكتب قصَّتي مع بعض الآيات من الكتاب المقدَّس وتوزِّعها على النَّاس في يوم دَفني، عَلَّهم يتوبون ويلتجئون لله قبلَ أن تسرقهم ملذَّات الحياة.

في اليوم التَّالي فارقَ سامر الحياة، فطلبَ القِسّ وِسام من أهل صديقه أن يؤجِّلوا دفنه قليلاً لكي يُنفِّذ له وصيَّته. وبعد بضعة أيَّام دُفِنَ سامر وتمَّ في ذلك اليوم توزيع مئة نسخة من الكُتيِّب الذي حملَ عنوان “وصيَّتي الأخيرة” والذي كتبَ فيه وِسام بعض الآيات الكتابيَّة وقصَّة صديقه الذي تابَ وطلبَ خلاص الرَّب في آخر ساعات حياته، وكتبَ في الكُتيِّب قصَّته هو أيضاً وكيف غيَّره الرَّب وجعلَ منه إنساناً جديداً.

بعد عدَّة سنوات وقفَ القِسّ وِسام يُخبر هذه القصَّة أمام العديد من النَّاس ويقول: لقد استطاعت وصيَّة صديقي الذي اختبرَ خلاصاً مُدَّته ساعات قليلة فقط أن تُرجِع نُفوساً للرَّب أكثر بكثير ممَّا استطاع أن يفعله مؤمنون عاشوا عقوداً طويلة جداً.

العبرة

رغبة كل مؤمن اختبرَ خَلاص الرَّب هي أن يُخبر النَّاس عن هذا الخلاص العظيم لكي يختبروه هُم أيضاً. فسامر وعلى الرَّغم من أنَّه كان يعرف بأنَّه لن يعيش طويلاً وبأنَّ أيَّامه على الأرض صارت معدودة، إلَّا أنَّه وجدَ طريقةً يُخبر بها النَّاس عن تجربته واختباره مع الرَّب واستطاع أن يكون شهادة حيَّة حتَّى بعد موته.

لذلك، لا تصمُت عن البِشارة، فالرَّب لديه طُرق عجيبة ليستخدمك بها، فقط بادِر وكُن مستعدّاً للشَّهادة عن تعاملاته العظيمة معك، وسيفتح لك الأبواب والفُرَص المناسبة.

“وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيلِ” (إنجيل مَرقُس 15:16)


مقالات مُشابِهة

حين تتحول البركة إلى لعنة
عدالة السماء
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.