إن الله إله مُتكلم، فهو ليس الإله البعيد المُتكبر القاسي الصامت، الذي لا يأبه بالبشر، لكنه هو ذلك الإله المُتكلم، الذي قال: لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ
أمثال 31: 8
وما أجمل ذلك الصوت، الذي إذا تلامس معك، مليء حياتك بثمار الفرح والسلام والمحبة، مُجددًا حياتك لتنطبع فيها الحياة الإلهيّة. فها هو الأعظم، ينادي بصوت عالي أو بهمس خفيف رقيق. فهو الذي قال:
فَخِرَافِي تُصْغِي لِصَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي، وَأُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً،
إنجيل يوحنا 10: 27-28
لم يكف الله عن التحدث إلى البشر بصورة عامة، ولكل إنسان بصورة خاصة. فهو الإله الذي تراءى لموسى، ليوّكِلهُ مهمة غيّرت تاريخ أمة بأكملها. هو ذلك الإله الذي نادى صموئيل وهو طفل، ليدعوهُ نبيًّا للشعب. هو ذلك الإله الذي جال شوارع أورشليم يشفي الأعمى، والمفلوج، وينادي للمساكين بالعتق والحريّة. هذا هو الإله الذي يناديك اليوم. هوّذا يناديك.
هوّذا يناديك ليُغيّر حياتك، فتتلامس مع محبة الله؛
هوّذا يناديك لتغيّر بيتك وشعبك وبلدك، فتتلامس أرض غربتك مع الله؛
هوّذا يناديك لتعيش ملكوت الله، الذي يحرر ويشفي ويجدد؛
هوّذا يناديك ليتلامس قلبك المتألم مع محبتهُ الإلهيّة، فتُشفَى؛
هوّذا يناديك لتنظُر عينيّك خلاص الله، فتُنقذ؛
هوّذا يناديك لتتحرر من أسر الخطيّة، فتعيش الحياة الحقيقيّة؛
هوّذا يناديك لتكون ابنًا لله، فتعرف قيمتك الحقيقيّة؛
هوّذا يناديك ليمنحك بركات السماء، فتحيّا السماء وأنت على الأرض؛
هوّذا يناديك ليُسمعك صوتهُ، فيستنير ذهنك، وتمتلئ بالحكمة؛
هوّذا يناديك ليصنع بك عجبًا، فتعرف أنه ليس بالقوة ولا بالقدرة لكن بنعمة الله؛
فهل تستجيب؟
لقد استجاب موسى لنداء الله، فعيّر التاريخ؛
لقد استجاب صموئيل لنداء الله، فقاد أمتهُ؛
لقد استجاب يشوع لنداء الله، فأدخل الشعب أرض الراحة.
هكذا مع جدعون ويفتاح وداوود والأنبياء. وهكذا كل إنسان يتبع المسيح من كل أمة وقبيلة ولسان وبلد. فهل تستجيب؟ هل تستجيب لذلك الصوت الذي ما أن يطرق باب قلبك، إلا ويملئه بالسلام الإلهيّ، ويُبدد كل ظلمة، مُبذرًا المحبة والسلام فتعيش حياة المسيح. فلا تضيّع يوم آخر، واركض إلى حضن الله الآن، لتستجيب له.
الكاتبة: لمياء نور
Masters of Arts in Theology, ETSC
مقالات مُشابِهة
يُريد أن يُخبرك
وجود الله
التأمل لحظات من الملكوت
الأساسيات في المسيحية