وحدانيَّة الله أمر مُسَلَّم به بالنِّسبة لنا، لكن هل فكَّرتَ من قبل عن أيّ أدِلَّة لإثبات ذلك؟ سنتحدَّث عن هذا الأمر في المقال التالي.
قد تكون نُشأت في إحدى البلاد أو العائلات المُتدينة التي علمتك منذ نعومة أظفارك أن الله واحد، لكنك لم تفكر من قبل لماذا الله واحد. أو قد تكون في صراع فكري يؤرقك ما إذا كان الله واحد أم لا. وفي كلا الحالتين دعني أصحبك في رحلة من التفكير المنطقيّ فيما إذا كان الله واحد أم لا. سأتناقش معك في هذه الفكرة مُستخدمة أدلة رياضيّة تقودنا لطريقة تفكير منطقيّ. فإذا كنت لا تحب الرياضيّات، فأنا اعتذر لك مُقدمًا عن صعوبة هذا المقال.
لقد اعتدنا في معظم المقالات أن نجيب عن السؤال من وجهة نظر الكتاب المقدس، لكن في هذا المقال سنتحدث من ناحية منطقيّة لعل هذا يُشبع حيّرتك. لقد أعطى لنا الله العقل ومنحنا المنطق والشغف لمعرفة الحقيقة لكي نبحث عن هذه الحقيقة. فدائمًا اِطرح تساؤلاتك وشكوكك على طاولة المنطق، ودع رحلة بحثك عن منطقيّة الأمور تكون جادة وموضوعيّة.
الله غير محدود
إذا كان الله موجود، فلابد أن يكون غير محدود. فالله بالتعريف فلسفيًّا هو ذلك الكائن الموجود بذاته، غير محدود. فليس من المنطقي أن يكون الله محدود مثل الخليقة.
فالله غير محدود، دعنا نستخدم الرمز الرياضي Infinity لا نهائي ∞ ، وهذا الرمز في الرياضيات يستخدم للإشارة إلى اللامحدودية، اللانهائية التي بلا حدود. واللانهائي هو كيان مختلف في خصائصه ومتفرد في سلوكه، فهو لا نهائي.
هل يمكن مضاعفة اللانهائي ∞ ؟ هل يمكن إضافة رقم عليه؟ دعنا نجرب ونرى:
∞ × 4 = ∞
∞ + 2 = ∞
∞ + 54354346 = ∞
∞ ÷ 3 = ∞
∞ + ∞ = ∞
∞ × ∞ = ∞
فإذا ضاعفنا أو جمعنا أو قسمنا أي رقم ستظل قيمة اللانهائي ∞ واحدة فقط كما هي. لماذا؟ لأنها قيمة قصوى جامعة كل شيء. هكذا الله مع فارق التشبيه. فإذا كان الله لا نهائي، لا محدود، فهذا يعني أنه غير قابل للإضافة أو المضاعفة أو القسمة أو التعددية لأن في النهاية ستظل لا نهائية ∞ بنفس القيمة.
فإذا أردنا أن نضعها في صورة فلسفية سنقول:
بما أن الله غير محدود لا نهائي
بما أن اللانهائي قيمة جامعة لا يمكن قسمتها أو الإضافة إليها أو مضاعفتها
إذًا فهو واحد وغير قابل للتعدديّة
وإذا أردنا أن نقولها ببساطة أكثر. لأن الله غير محدود، فلا يوجد أكبر منه، ولا يساويه، هو اللا نهائي. حتى رياضيّا قيمة أكير عدد رياضي ليس حتى قريب من ال ∞ ووبالتالي لا يمكن أن يوجد شخص أو شيء بنفس القيمة. لذلك على مر التاريخ ظهر أشخاص لا يعرفون الله لكن تحدثوا عن مفهوم الله، وكيف أنه من المنطقي أن يكون الله واحد مثل أخناتون في الحضارة المصرية القديمة.
فمنطقيًّا، يُمكننا استنتاج أن الله واحد لأنه هو اللانهائئ. وبالرغم من أن الطرح المنطقي لفكرة وحدانيّة الله هو شيء هام لإشباع عقولنا؛ إلا أن الأهم هو من هو هذا الإله الواحد. وهذا هو احتياجك الحقيقيّ الذي سيشبع روحك ويغنيها من معرفة الخالق.
الكاتبة: لمياء نور
Masters of Arts in Theology, ETSC
مقالات مُشابِهة
هل يؤمن المسيحيّون أن لا إله إلا الله؟
مفاهيم خاطئة شائعة عن المسيحية
ساعدني يارب استوعب !!
الأساسيات في المسيحية