arab man in a field sowing seed

احتارَ وائل بينَ تطبيق وصيَّة والده وبينَ ما واجههُ على أرض الواقع، فماذا سيفعل وائل يا تُرى؟

إنَّه طريقٌ خَطِر فاحذَر يا بُنَيّ ولا تتوقَّف لمساعدة أحد مهما كانت الظُّروف. كان وائل يتذكَّر وصيَّة والده، فقُطَّاع الطُّرُق ما أكثرهم هذه الأيام، لكن لفَتَ انتباههُ رَجُلٌ عجوز يجلس على الأرض إلى جانب الطَّريق ومعه شاب حائر يقف أمام شاحنته المقطوعة، فتحرَّكت أحشاء وائل وأوقفَ سيَّارته وقال للشابّ: هل أستطيع مساعدتك؟

فهتفَ الشاب نعم أرجوك فلا يوجد عندي إطار إضافي للسيَّارة وكما ترى فقد ثُقِبَ إطار شاحنتي.

فأسرعَ وائل ونزل وأخرج إطاراً إضافيّاً كان قد ادَّخرهُ لوقت الضَّرورة، وساعدَ الشاب، فشَكرهُ الشاب وقالَ لهُ: أرجوك أعطِني عنوانك ورقم هاتفك لكي أرُد لكَ هذا المَعروف لاحِقاً.

فابتسمَ وائل قائلاً: سيأتي اليوم الذي أحتاجُكَ فيه، وانصرفَ كل منهما في طريقه.

رد الجميل

ومرَّت عدَّة سنوات، تزَّوجَ وائل وسافر مع عروسه إلى بلد غريب لكي يُمضِيا شهر العسل، وحينَ كانا في طريقهما إلى إحدى السَّهرات، ثُقِبَ إطار السيَّارة التي استأجرها ولم يكُن معه إطاراً احتياطيّاً ليُبدِّلهُ فلَم يعرف ماذا يفعل، لكنَّه تفاجأَ حين أوقَفَ أحدهم السيَّارة بجانبه وقال لهُ: لا تخَف، عندي إطار إضافي سأُعطيه لك، فبدَّل الرَّجُل الإطار بنفسهِ ولم يسمح لوائل بأن يُساعده حتى لا تتَّسِخ بِذلتهُ النَّظيفة.

وحين سأله وائل عن عنوانه ورقم هاتفه لكي يرُد لهُ الجَميل لاحِقاً، أجاب: لا تقلق، سيأتي اليوم الذي أحتاجُكَ أنا فيه. حينها تذكَّر وائل ذلك الشاب الذي ساعدهُ ذاتَ مرَّة، وتبسَّمَ وقالَ لزوجته: صادِقٌ هو قَول الرَّب “اطْرَحْ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ، فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ.” (سِفر الجامِعة: 1:11)


مقالات مُشابِهة

الأم الثكلى
التوكل على الله
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.