Black and white photo of snake

سوف نتحدّث في هذا المقال عن خطيئة إبليس التي أخرجته من الجنّة وعن كيفيّة معرفتنا إيّاها.

هوية إبليس

الشَّيطان هو كائن مَخلوق. من المُهمّ إدراك هذا الأمر وعدم مُعادلته بالله الخالق. إبليس ملقَّب بالشَّيطان، الشِّرِّير، العدوّ، رئيس هذا العالَم، إله هذا الدَّهر، رئيس سُلطان الهَواء، بَعلَزَبول، بَليعال، الحيَّة القديمة، التِّنِّين العظيم، المُشتَكي، المُخادِع، القتَّال، المُضِلّ، الكذَّاب وأبو الكذَّاب. جميع هذه الألقاب التي تُشير إلى هذا الكائن المُظلِم موجودة في الكتاب المقدَّس، الذي من خلالهِ نحصل على الإنذارات للانتباه منه ومن ألاعيبه.

سقوط إبليس

ولكنَّ الحال لم تكُن كذلك منذ البدء. ويصف لنا الكتاب المقدَّس انحِدار إبليس إلى الهاوية في إشَعياء 12:14-14

“كَيْفَ هَوَيْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ وَطُرِحْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ قَدْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: «إِنِّي أَرْتَقِي إِلَى السَّمَاءِ وَأَرْفَعُ عَرْشِي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقْصَى الشِّمَالِ أَرْتَقِي فَوْقَ أَعَالِي السَّحَابِ، وَأُصْبِحُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.”

وفي حزقيال 12:28-18

“يَا ابْنَ آدَمَ، انْدُبْ مَلِكَ صُورَ بِمَرْثَاةٍ وَقُلْ لَهُ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كُنْتَ خَاتِمَ الْكَمَالِ، مُفْعَماً بِالْحِكْمَةِ وَكَامِلَ الْجَمَالِ. كُنْتَ فِي جَنَّةِ اللهِ عَدْنٍ، حِجَابُكَ كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ: عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. صَاغُوا مِنْهُ بُيُوتَ حِجَارَتِكَ الْكَرِيمَةِ وَتَرْصِيعَاتِكَ يَوْمَ خُلِقْتَ. وَمَسَحْتُكَ لِتَكُونَ الْكَرُوبِيمَ الْمُظَلِّلَ وَأَقَمْتُكَ عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ، وَتَمَشَّيْتَ بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ. كُنْتَ كَامِلاً فِي طُرُقِكَ مُنْذُ يَوْمَ خُلِقْتَ إِلَى أَنْ وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. إِنَّمَا بِسَبَبِ كَثْرَةِ تِجَارَتِكَ امْتَلأَ دَاخِلُكَ ظُلْماً، فَأَخْطَأْتَ. لِهَذَا أَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللهِ كَشَيْءٍ نَجِسٍ، وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ. قَدْ تَكَبَّرَ قَلْبُكَ بِسَبَبِ بَهَائِكَ، وَأَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ مِنْ جَرَّاءِ جَلالِكَ. سَأُلْقِي بِكَ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِتَكُونَ عُرْضَةً لِعُيُونِهِمِ الْهَازِئَةِ. قَدْ نَجَّسْتَ مَقَادِسَكَ بِفَرْطِ آثَامِكَ وَتِجَارَتِكَ الظَّالِمَةِ. لِذَلِكَ أَجْعَلُ النَّارَ تَنْدَلِعُ مِنْ وَسَطِكَ فَتَلْتَهِمُكَ، وَأُحَوِّلُكَ إِلَى رَمَادٍ عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يَرَاكَ.”

وفي كِلا الحالتين، نرى أنَّ إبليس تعالى وأراد أن يُصبح مثل العَلِيّ. ونحن دَوماً نستهين بخطيئة التَّكبُّر غير مُدركين مدى جديَّتها. إبليس سقط بسبب خطيئة الكبرياء. وتتوضَّح لنا خطيئة إبليس في رسالة بولُس الأولى إلى تلميذه تيموثاوُس عندما كان بولُس يعدِّد لهُ صفات الرَّاعي في الكنيسة:

“وَيَجِبُ أَيْضاً أَنْ لَا يَكُونَ مُبْتَدِئاً فِي الإِيمَانِ، لِئَلَّا يَنْتَفِخَ تَكَبُّراً، فَيَقَعَ عَلَيْهِ عِقَابُ إِبْلِيسَ!” (1 تيموثاوس 6:3)


إبليس سقط بسبب خطيئة الكبرياء


فإنَّ العِقاب الذي وقعَ على إبليس كان بسبب تكبُّره.

كما نعلَم من الكتاب المقدَّس أنَّ إبليس لم يَسقط وحده، بل سقطَ مع العديد من الملائكة الَّذينَ وقَعوا في الخطيئة نفسها.

“وَأَمَّا الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يُحَافِظُوا عَلَى مَقَامِهِمِ الرَّفِيعِ، بَلْ تَرَكُوا مَرْكَزَهُمْ، فَمَازَالَ الرَّبُّ يَحْفَظُهُمْ مُقَيَّدِينَ بِسَلاسِلَ أَبَدِيَّةٍ فِي أَعْمَاقِ الظَّلامِ، بِانْتِظَارِ دَيْنُونَةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ.” (يهوذا 6)

وتكمُن الإشارة هنا إلى أنَّ هؤلاء الملائكة لم يكتفوا بالمركز الَّذي أعطاهُم إيَّاه الله بل أرادوا أن يرتَفعوا أكثر وبالتَّالي عاقَبهُم الله.

وفي رسالة بطرُس الثَّانية 4:2

“فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، بَلْ طَرَحَهُمْ فِي أَعْمَاقِ هَاوِيَةِ الظَّلامِ مُقَيَّدِينَ بِالسَّلاسِلِ، حَيْثُ يَظَلُّونَ مَحْبُوسِينَ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ.”

وفي عِبارة أُخرى، الخطيئة كانت نوع من التَّمرُّد، رغبة للمزيد من القوَّة والمزيد من السُّلطان الذي كان الله قد عيَّنهُ لهم.1

sin in arabic

الخاتمة

إبليس لم يكتفِ بالمَكانة التي أعطاه إيَّاها الرَّب ولذلك تكبَّر وتمرَّد وسقَط في الدَّينونة، هو والملائكة الآخَرين الذين تمثَّلوا به. فلنَنتبِه من هذه الخطيئة الشَّنيعة ونتحلَّى بالشُّكر تجاه الله الَّذي أنعمَ علينا بالحياة ولا سيَّما الحياة الأبديَّة بربِّنا يسوع المسيح.

الكاتب: الأخ كمال

Minister & Theologian

ملخص


مقالات مُشابِهة

الشيطان
من هو الشيطان؟
الأساسيات في المسيحية


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.