النِّعمَة هي من أهَم المُصطَلَحات في المسيحِيَّة. يختَلِف تَعريفها عن الدِّيانات الأُخرى، لذا فإنَّ تَعريفها مُهِم لفهم استخدامها في الكِتاب المُقدَّس ومن قِبَل المسيحِيِّين.
النِّعمَة ليسَت شَيئاً بادَرَ النَّاس مِن أجلِهِ، أو أمر يستَحِقُّون الحُصول عليه. الله هو الذي يُعطيها ويُعطيها مَجَّاناً. هو لا يُعطيها للنَّاس لأنَّهُم يستَحِقُّونَها أو لأنَّهُم نالوها. بل إنَّها هَدِيَّة مَجَّانِيَّة من الله. باختِصار: النِّعمَة هي عَطِيَّة غَير مُستَحَقَّة، أجزَلَها الله علينا.
النِّعمَة هي عَكس الكَارما (الثَّواب والعِقاب)، والتي تَدور حَول الحُصول على ما تستَحِقّهُ. النِّعمَة تحصُل على ما لا تستَحِقّهُ.
-جاستِن هولكومب
النِّعمَة هي عَطِيَّة غَير مُستَحَقَّة، أجزَلَها الله علينا
شَيئان لتَفهَمهُما
لفهم هذا بشكل صَحيح، هُناكَ مَفهومان يجِب أن يُفهَما من المَنظور المسيحي وفقاً للكِتاب المُقدَّس:
- الله يُحِبّك ويُريد أن يُبارِكك.
الله ليسَ مُجَرَّد قاضٍ يُكافِئنا على الخَير ويُعاقِبنا على الشَّر. إنَّهُ أبٌ مُحِب يُريد أن يَسكُب بَرَكاتهُ علينا فقَط لأنَّهُ يُحِبُّنا. الأب الصَّالِح يُحِب ابنهُ في طاعَتِه أو في عِصيانِه، وهذا هو الله، الأب الصَّالِح.
تَأَمَّلُوا مَا أَعْظَمَ الْمَحَبَّةَ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا الآبُ حَتَّى صِرْنَا نُدْعَى «أَوْلاَدَ اللهِ»، وَنَحْنُ أَوْلاَدُهُ حَقّاً. وَلَكِنْ، بِمَا أَنَّ أَهْلَ الْعَالَمِ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، فَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَنَا.
رسالة يوحنَّا الأولى 3: 1
- الإنسان تائِه في الخَطيئة وبِطَبيعَتِهِ هو ضِد الله.
وَأَنْتُمْ كُنْتُمْ فِي السَّابِقِ أَمْوَاتاً بِذُنُوبِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ، الَّتِي كُنْتُمْ تَسْلُكُونَ فِيهَا حَسَبَ طُرُقِ هَذَا الْعَالَمِ، تَابِعِينَ رَئِيسَ قُوَّاتِ الْهَوَاءِ، ذَلِكَ الرُّوحَ الْعَامِلَ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْعِصْيَانِ، الَّذِينَ بَيْنَهُمْ نَحْنُ أَيْضاً كُنَّا نَسْلُكُ سَابِقاً فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَا يُرِيدُهُ الْجَسَدُ وَالأَفْكَارُ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَوْلاَدَ الْغَضَبِ كَالآخَرِينَ أَيْضاً. أَمَّا اللهُ، وَهُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَإِذْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ، أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ، إِنَّمَا بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ،
رسالة بولُس الرَّسول إلى أهل أفَسُس 2: 1-5
النِّعمَة للجَميع
هِبَة النِّعمَة هي مُجَرَّد عَطِيَّة مَجَّانِيَّة. أنتَ لا تَكسَبها أو تستَحِقّها، إنَّهُ شَيء يقوم بهِ المانِح بدافِع الحُب. بالنِّعمَة، الله هو المُعطي وهو يُقَدِّمها للجَميع، نعَم جَميع النَّاس.
فَإِنَّ نِعْمَةَ اللهِ الَّتِي تَحْمِلُ مَعَهَا الْخَلاَصَ لِجَمِيعِ النَّاسِ، قَدْ ظَهَرَتْ.
رسالة بولُس الرَّسول إلى تيطُس 2: 11
بِغَضّ النَّظَر عمَّا فَعَلتَهُ أو إلى أيّ مَدى تعتَقِد أنَّكَ بَعيد عن الله، فإنَّ نِعمتَهُ يُمكِن أن تَكسِر فَجوَة الخَطيئة والعِصيان. الله يُحِبّك ويُريد أن يَسكُب عليكَ نِعمَتَهُ. أختَتِم ببِضع كَلِمات مِن مُضطَهِد المسيحِيِّين الأوائِل الذي خَلُصَ…بالنِّعمَة.
مَعَ أَنِّي كُنْتُ فِي الْمَاضِي مُجَدِّفاً عَلَيْهِ، وَمُضْطَهِداً وَمُهِيناً لَهُ! وَلَكِنِّي عُومِلْتُ بِالرَّحْمَةِ، لأَنِّي عَمِلْتُ مَا عَمِلْتُهُ عَنْ جَهْلٍ وَفِي عَدَمِ إِيمَانٍ. إِلَّا أَنَّ نِعْمَةَ رَبِّنَا قَدْ فَاضَتْ عَلَيَّ فَوْقَ كُلِّ حَدٍّ، وَمَعَهَا الإِيمَانُ وَالْمَحَبَّةُ، وَذَلِكَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
رسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى تيموثاوُس 1: 13-14
مقالات مُشابِهة
كيف يعطي الله النعمة؟
ترنيمة ما أعجب النعمة
ما هي النعمة؟
آيات عن رحمة الله