كم مرَّةً سَألنا أنفُسنا لماذا خُلِقنا؟ وما الهَدف من وجودنا؟ وكم مرَّةً تَشاءَمنا من حَياتِنا بسَبب ظُروفنا وتَمنَّينا لو أنَّنا لم نولَد؟ ليس نحنُ فقَط من مَرَرنا بذلك، فالعَديد من الأنبياء بمن فيهم أيُّوب البارّ طرَح على نفسهِ ذات السُّؤال ولَعَنَ ساعَتهُ وتَمنَّى لو أنَّهُ لم يولَد.
وأيضاً الكثير من المُفكِّرين أمضوا حَياتهُم في الإجابة على تلك الأسئلة، وإلى يَومِنا هذا لا تَزال الإجابة مُعلَّقة بين حُكَماء هذا الدَّهر الذينَ يقولون أن لا هَدف من وجودنا وبين الذينَ يُحاوِلون إيجاد هَدف ما لحياتهِم بشَكل فَردي بمَعزِل عن وجود هَدف أسمى لحياة الإنسان على الأرض.
لكن إن تأمَّلنا الخَليقة من حَولنا سنرى أنَّها تُظهِر مَجد الله، فكُل ما صَنعَهُ الله صَنعَهُ لمَجدهِ، وبما أنَّنا جزء من هذه الخليقة فنحن أيضاً خُلِقنا لكي نُظهِر مَجد الله في حياتنا. فالله يُريدنا أن نَحيا معهُ في مَجدهِ الأبَدي في السَّماء إن آمَنَّا به واتَّبَعنا وَصاياه، ويُريد أن نقضي معهُ الحياة الأبديَّة ونَنعَم بسَلامهِ العَجيب الذي أعدَّهُ لنا.
لكن رُبَّما يقول أحَد: كيفَ أُمَجِّد الله في حياتي وعلى ماذا أُمَجِّدهُ إن كانت ظُروفي سيِّئة وحياتي تَعِسة وأُموري مُعَقَّدة؟
إن أصلَحنا عَلاقتنا مع الله من خلال قراءتنا للكِتاب المُقدَّس وشَرِكَتنا الدَّائمة معهُ ومع إخوتنا المؤمنين وعرَفنا مَشيئته لحَياتنا، فسَوف تتبدَّل أحوالنا وسيَرفعنا فوق ضَعفاتنا ويُعطينا نُصرة وغلَبة وسَلام يفوق كُل عَقل، حينها فقط نستطيع أن نُمجِّد الله رغم الألَم والصُّعوبات التي تَعصِف بنا، وهذا تَماماً ما حصَل مع جَميع رِجالات الله الذين مَرُّوا بظُروف قاهِرة ففَتَرَ إيمانهُم وضَعُفَ أمَلهُم ثُمَّ استَعادوا سَلامهُم وفَرحهُم في الرَّب وتغلَّبوا على الظُّروف حين اتَّكلوا على الله وسَلَّموهُ زِمامَ أُمورهم، فمَجَّدوهُ وبارَكوه حتَّى آخِر يوم في حياتهِم.
فلنَتمَثَّل بأبطال الإيمان ولنُمَجِّد الله في حياتنا وسُلوكنا وكَلامنا لكي نَصِل إلى مِلء قامَة المسيح ونَحيا معهُ في المَجد الأبَدي لأنَّنا لهذا خُلِقنا.
“فَإِذَا أَكَلْتُمْ أَوْ شَرِبْتُمْ أَوْ مَهْمَا فَعَلْتُمْ، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِتَمْجِيدِ اللهِ.” (رسالة بولُس الأولى إلى كورنثوس 31:10)
مقالات مُشابِهة
اضمن حياتك..
أين ستقضي الأبدية؟
الطريق الوحيد
الرجاء المؤكَّد