عجيب وعظيم هو عمل المسيح في تغيير حياة الأشخاص. فهو كليّ القدرة والصلاح. هو الذي غيّر شاول من شخص قاتل ومُضطهد للكنيسة، وكان يجول البلاد ليقتل كل من اتبع المسيح، فغيّره المسيح وتبدل حاله ليصبح بولس الرسول الذي استخدمه الله ليكتب ثلثي وحيّ العهد الجديد ويقترن اسمه بانتشار المسيحيّة في العالم. فبولس الرسول لم يُولد في أسرة مسيحيّة، ولا في مُجتمع مسيحيّ، بل بالعكس وجد نفسهُ في مٌجتمع يُحرّض على قتل المسيحيين واضطهادهم.
قد تكون ظروف حياتك ومُجتمعك تُشبه تلك التي كان يعيش فيها بُولُس الرسول قبل أن يعرف المسيح، فهي ظروف صعبة وقاسيّة، لكن بُولُس لم يُفكر في ترك مُجتمعه خلفه، وينطلق ليعيش في بلد بها حريّة وراحة بال. وأيضًا لم يبكِ حال مُجتمعهُ، ولكن عقد العزم ليساعد مُجتمعهُ أن يختبر ما اختبره هو. فتلك القوة وذلك التغيير الذي كان يُحدثه بُولس الرسول في مُجتمعه هو تأثير مُغيّر، ليس على مُجتمعه فقط، بل على كل العالم. فهل ترغب في الهروب من ظروف مُجتمعك أم ترغب أن يستخدمك الله لتُحدث هذا التغيير في مُجتمعك؟
إن عمل وقدرة الله العظيمة يفاجئنا بما لم نتوقعه في الوقت الذي قد نبكي فيه حال مُجتمعنا الذي لا يعرف المسيح. وأحيانًا أخرى قد ننظر إلى ضعفنا وعجزنا أمام مُجتمعنا، فيفاجئنا الله بقدرته الفائقة على أن يستخدمنا رغم ضعفنا لكي نُغيّر المُجتمع. فحتى بُولُس الرسول يُعبر عن هذا فيكتب بالوحي المقدس:
وَكَلَامِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلَامِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِنْسَانِيَّةِ ٱلْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ ٱلرُّوحِ وَٱلْقُوَّةِ لِكَيْ لَا يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ ٱلنَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ ٱللهِ.
الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 4-5
فبُولُس الرسول هنا يُوضح أنه عندما يتعلق الأمر بامتداد الكنيسة ومعرفة المسيح فإن قوة الله هي العاملة فينا، وليس مقدار معلوماتنا عن الإيمان المسيحيّ، وليس عدد السنين التي نحن فيها في الإيمان، وليس إذا كُنّا قد ولدنا في أسرة مسيحيّة أم لا، ولكن قوة الله. كما أنّ قوة الله هذه لا يمنعها أي شيء حتى ضعفنا حيث مكتوب:
ٱخْتَارَ ٱللهُ جُهَّالَ ٱلْعَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلْحُكَمَاءَ. وَٱخْتَارَ ٱللهُ ضُعَفَاءَ ٱلْعَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلْأَقْوِيَاءَ.
الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 27: 1
فما أجملها حياة تلك التي تتحوّل من حياة بلا معنى مليئة بالقلق، إلى حياة تتلامس مع قوة الله، وترى يد الله وقوته وهي تُشكّل وتُغيّر الإنسان ليختبر السلام الداخليّ، والمسئوليّة التي تجعله يرفض الهروب، ويختار أن يضع بلده ومُجتمعه في صلواته. وليس ذلك فقط بل تكون قادرة أن تدرك أن هذه رسالة في حد ذاتها ألا تختار الهروب بل تغيير مجتمعها.
الكاتبة: لمياء نور
Masters of Arts in Theology, ETSC
مقالات مُشابِهة
ما هي الطوائف المختلفة في المسيحية؟
ما هي الكنيسة؟
لا يوجد كنيسة في بلدي، فماذا أفعل؟
التشبة بيسوع