المُمارَسة المُعلَنة والتَّرويج لِلمُثلِيَّة الجِنسِيَّة لا تَزال في نُمُوٍّ مُستَمِر في كُل أنحاء العالَم اليَوم. إن كُنتَ لا تَعرِف حتَّى الآن شَخصٌ ما مُثلِيّ الجِنس، فَمِنَ المُحتَمَل أنَّكَ سَتَسمَع بهِ في المُستَقبَل القَريب. إذاً كيفَ سَتُعامِل هذا الشَّخص؟ لِنَرى ماذا يُخبِرنا الكِتاب المُقدَّس عن هذا المَوضوع.
الشذوذ الجنسي والزنى
إنَّ العَهدَين القَديم والجَديد يُعلنانِ بِوُضوح أنَّ الشُّذوذ الجِنسي هو خَطيئة (سِفر التَّكوين 19، سِفر اللاوِيِّين 22:18 و 13:20، الرِّسالة إلى أهل روما 18:1-32، الرِّسالة الأولى إلى تيموثاوُس 8:1-11، رِسالة يَهوذا 7، رِسالة كورِنثوس الأولى 9:6-11). لا نَرى أيَّة أمثِلة عن تَعامُل يسوع مع الشَّاذِّين جِنسِيّاً ولا أيّ تَعليم مُباشَر عن هذا الأمر، لكِنَّنا نَراهُ في مَواضِع عَديدة يُحَذِّر ويُعَلِّم عن الزِّنى. الزِّنى هو العَلاقة الجِنسِيَّة خارِج إطار الزَّواج الذي يَتِمّ بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة كَما نَرى في إنجيل مَتَّى 1:19-12.
والسُّؤال الذي يَطرَح نَفسه: كيفَ يُريدنا يسوع أن نُعامِل الذينَ يَرتَكِبونَ الزِّنى؟
غالِبا ما كانَ القادة الدِّينِيُّون يَسخَرون من يسوع لأنَّهُ كانَ يَجلِس ويَأكُل مع مُختَلَف أنواع الخُطاة، ومن ضِمنِهم الزُّناة (إنجيل مَتَّى 10:9-11 و 32:21، إنجيل لوقا 1:15-2، إنجيل مَرقُس 13:2-17). أمَّا القادة الدِّينِيُّون فَقَد أبقَوا أنفُسَهُم بَعيدينَ عن الخُطاة وكانوا يَدينونَهُم أيضاً، لكِنَّنا لا نرى أنَّ يسوع كانَ يفعَل ذات الشَّيء. يسوع لم يتَجاهَل الخَطيئة. فإن كانَ يوجَد شَخص واحِد في العالَم قَد عَرِفَ وكَرِهَ الخَطيئة، فإنَّهُ يسوع المَسيح. يَسوع أعلَنَ بِوُضوح أنَّ خَطيئة كخَطيئة الزِّنى تَصدُر عن قُلوب شِرِّيرة (الجَدير بالذِّكر أنَّ الزِّنى مُدرَج إلى جانِب خَطايا أُخرى، وقَد وضع يسوع كُلّ الخَطايا الأُخرى في نَفس المَكانة مع الزِّنى):
فَمِنَ الْقَلْبِ تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْقَتْلُ، الزِّنَى، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، شَهَادَةُ الزُّورِ، الازْدِرَاءُ.
إنجيل مَتَّى 19:15
لكن يسوع لَم يَأتِ لِيَدين، بَل لِيُخَلِّص (إنجيل يوحَنَّا 47:12). لِذا دَعونا نُلقي نَظرة على ثَلاثَة أمثِلَة يتَفاعَل فيها يسوع مع أفراد. مَعروفين بارتِكابِهِم الزِّنى ومَنبوذين من المُجتَمَع.
لكن يسوع لَم يَأتِ لِيَدين، بَل لِيُخَلِّص
ثلاثة أمثلة يتعامل فيها يسوع مع الزناة:
- المَرأة الخاطِئة التي غَسَلَت قَدَمَي يسوع.
حينَما حَلَّ يسوع ضَيفاً في مَنزِل أحَد القادة الدِّينِيِّين المُعتَبَرين، دَخَلَت اِمرَأة خاطِئة (والمَقصود بذلك أنَّها كانَت زانِية) وغَسَلَت قَدَمَي يسوع. فَكانَ رَدَّهُ بِأن غَفَرَ خَطاياها، وصادَقَ على إيمانِها، ثُمَّ أطلَقَها بِسَلام.
لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكَ: إِنَّ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةَ قَدْ غُفِرَتْ، لِهَذَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَلكِنَّ الَّذِي يُغْفَرُ لَهُ الْقَلِيلُ، يُحِبُّ قَلِيلاً!» ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ!» فَأَخَذَ الْحَاضِرُونَ يُسَائِلُونَ أَنْفُسَهُمْ: «مَنْ هُوَ هَذَا الَّذِي يَغْفِرُ الْخَطَايَا أَيْضاً؟» وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ!»
إنجيل لوقا 47:7-50
- المَرأة الزَّانِية التي حاوَلَ القادة الدِّينِيُّون أن يَرجموها.
حاوَلَ القادة الدِّينِيُّون الضَّغط على يسوع لِكَي يَرجم اِمرَأة حتَّى المَوت لأنَّها ارتكَبَت الزِّنى. فَرَفَضَ وقال: “مَن كانَ مِنكُم بِلا خَطيئة فَليَرمِها أوَّلاً بِحَجَر” ثُمَّ عِندَما غادَروا جَميعاً لَم يَحكُم عليها يسوع وأخبَرَها أن لا تَعود إلى الخَطيئة مَرَّة أُخرى.
فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهَا: «أَيْنَ هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟» أَجَابَتْ: «لاَ أَحَدَ يَاسَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا: «وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ!»
إنجيل يوحَنَّا 10:8-11
- المَرأة عِندَ البِئر.
إحدى أكثَر القِصَص غَرابة في الكِتاب المُقدَّس بِكُل تَأكيد كيفَ اختارَ يسوع اِمرَأة خاطِئة كانَ لها العَديد من الأزواج لِتَكون من أوائِل النَّاس الذينَ يَعرِفون أنَّ يسوع كانَ المسيح. ثُمَّ أرسَلَها يَسوع إلى قَريَتِها لِكَي تَشهَد عن هُوِيَّتِه، وذلكَ امتِيازٌ عَظيم.
فَأَجَابَتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ!» فَقَالَ: «صَدَقْتِ إِذْ قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي تَعِيشِينَ مَعَهُ الآنَ لَيْسَ زَوْجَكِ. هذا قُلْتِهِ بِالصِّدْقِ!»
إنجيل يوحَنَّا 17:4-18
كيف يجب على المسيحيين أن يعاملوا المثليين جنسيا
كأتباع للمَسيح، يَجِب علينا أن نَفعَل ما أمَرَنا بهِ يسوع وكالمِثال الذي قَدَّمَهُ بِنَفسِهِ لَنا.
- يَجِب أن نُحِبَّهُم
يَأمُرنا يسوع أن نُحِبَّ أقرِباءَنا، حتَّى أعدائِنا. لذلكَ أوَّل رَد فِعل لَنا هو أن نُحِب الآخَرين. نُلاحِظ كيفَ يُظهِر يسوع المَحَبَّة واللُّطف لِكُل من النِّساء أعلاه بَينَما سارَعَ الآخَرون في إظهار الدَّينونة لَهُنَّ.
- يَجِب أن نُحَدِّد الخَطيئة
لم يتَجاهَل يسوع الخَطيئة، واجَهَها هو. وليسَ فقَط مُرتَكِبي الزِّنى بَل كُل الخُطاة. فَكُل البَشَرِيَّة مَريضة بالخَطيئة. وعلينا أن نَعتَرِف بِحاجَتِنا للشِّفاء من الخَطيئة وأن لا نَعود نُخطِئ فيما بَعد.
- يَجِب أن نَغفِر لَهُم
رَبَّنا غَفَرَ للخُطاة خَطاياهُم ونَحنُ يَجِب أن نَغفِر أيضاً، علينا ألَّا نَحكُم على الخُطاة.
استثناء واحد مهم
في حين أنَّهُ علينا ألَّا نَدين على مَن هُم خارِج الكَنيسة، يَجِب أن نَدين مَن هُم داخِل الكَنيسة. هذا لا يَعني أن نُحاكِمَهُم، لكن هذا يَعني أن نَكون صادِقين مَعَهُم لِكَي يَكونوا طائِعين للمَسيح (هذا ما يَعنيهِ أن تكونَ من أتباع المَسيح).
فَمَا لِي وَلِلَّذِينَ خَارِجَ (الْكَنِيسَةِ) حَتَّى أَدِينَهُمْ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ دَاخِلَهَا؟
رِسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى أهل كورِنثوس 12:5
إذا مارَسَ أَخاً أو أُختاً الزِّنى فيَجِب أن نُواجِههُم في خَطيئَتِهِم. وهذا لا يَعني بالضَّرورة أنَّ لدَيهِم مُيولٌ للمُثلِيَّة الجِنسِيَّة، لكِن هذا يَعني أنَّهُم مُنغَمِسون في أفعالٍ جِنسِيَّة خارِج إطار الزَّواج الذي يَتِمّ بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة. كَيفِيَّة التَّعامُل مع الخَطيئة في الكَنيسة مَذكورة في (إنجيل مَتَّى 15:18-20)
مقالات مُشابِهة
إيش هي محبة الله؟
هل أتباع المسيح يكرهون أتباع المُعتقدات الأخرى؟
إيش رد فعلنا في الإضطهاد؟