من سفر تكوين
الإصحاح الخامس عشر
فَقَالَ لِأَبْرَامَ: «ٱعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ ويستعبدونهم. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ ثُمَّ ٱلْأُمَّةُ ٱلَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلَاكٍ جَزِيلَةٍ.
تكوين 15: 13- 14
إنّ كلمة الله حيّة وتعيش إلى دهر الدهور. فقد قال الله لإبرام أنّ نسلك سيكون مُتغرب في الأرض. فالله أخبر إبراهيم بما سيحدث في المستقبل. وما قاله الله حدث بالفعل. فبعد إبراهيم بآلاف السنين، استعبد المصريّون شعب من أولاد إبراهيم. فما قاله الله لإبراهيم حدث بعد آلالاف السنين.
ميرأثُنا أورشليم السماويّة
فالله يُخبرعن أمور ستحدث بعد آلاف السنين. وهذا مثال حيّ لنا. فكلمة الله تُخبرنا نحن أيضًا بما سيحدث إلى أبد أبدين. فكلمة الله حيّة. والآن نحن أيضًا يخبرنا الله أن هذه الأرض ليست لنا، لكن أرضنا الحقيقيّة التي سنرثها هي أورشليم السماويّة. فنحن مُجرد غرباء ونزلاء على هذه الأرض. لكن أرضنا الحقيقيّة هي أورشليم السماويّة التي لا تزول، التي سنظل فيها إلى أبد الأبدين.
اخرجوا بأملاكٍ جزيلةٍ
وكذلك أيضًا عندما قال الله لإبراهيم أنهم سيخرجون بأملاك جزيلة، كذلك نحن أيضًا. فنحن أيضًا سنخرج من أرض غربتنا هذه إلى أورشليم السماويّة بأملاك جزيلة. فما معنى أملاك جزيلة بالنسبة لما اليوم؟
أملاك جزيلة يعني كنوز. فقد قال المسيح:
ٱكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ، حَيْثُ لَا يُفْسِدُ سُوسٌ وَلَا صَدَأٌ، وَحَيْثُ لَا يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلَا يَسْرِقُونَ.
إنجيل متى: 6: 20
هل نحن نكنز كنوز في السماء؟ هل نحن ندرك أن هذه الأرض التى نحن نعيش عليها هي أرض غريبة؟ هل سنذهب إلى الأرض السماويّة دون أن نكون لنا كنوز سماويّة؟ يُريدنا الله أن نكنز كنوز سماويّة الآن. فالله يعطينا خيرا كثيرة ونحن نسير في الطريق مع الله إلى أن نصل إلى الأبديّة. فهل نحافظ على هذه الكنوز ونستثمرها ونأخذها معنا إلى الأبديّة؟
فإحدى الكنوز مثلًا هي المحبة. المحبة كنز كبير جدًا. فالمسيح قال أن أعظم وصيّة هي المحبة. فالمحبة كنز كبير لا يفنى. كنز سيستمر معنا إلى أبد الآبدين. فالله هو الحب. وظهر الله في العالم ليمنحنا الحب. لكي نعيش هذا الحب ونمنحهُ نحن أيضًا للآخرين. هل نحن نعيش هذه المحبة غير المشروطة فعلًا مع الآخرين؟ هل فعلًا نعيش المحبة على الأرض، لكي نأخذها معنا إلى السماء؟
يجب علينا أن نعيش المحبة هنا على الأرض أولًا، لكي نأخذها إلى السماء. فعندما نعيش المحبة هنا، ثمرها سيكون معنا، لكن أولًا يجب أن نعيشها هنا. فالحب هو الطريق. فالمسيح قال:
تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ
إنجيل لوقا 10: 27
فبالمحبة نسير الطريق، ونصل للسماء، لأورشليم السماوية. ونفرح كُلنا بينبوع الحب الحقيقيّ يسوع المسيح. شكرًا لك ياربي. آمين.
الكاتب: هبة تسبيح
Intercessory Prayer Leader
مقالات مُشابِهة
أكون معك
ميراث أبديّ
فُلك النجاة
الأساسيات في المسيحية