مرحبا اخواني واخواتي القراء
اني هنا سعيد بمشاركتي بقصتي في النمو في المسيح التي لم يكن طريقها سهلا الا بعد ان قادتني الروح القدس للإيمان بالرب يسوع.
لقد ولدت وتربيت في اسرة متشددة في احدى مناطق الشرق الآوسط.
بعد تخرجي من الثانوية ابتعثت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لألتحق بالجامعة، وهناك سكنت مع شاب مسيحي. مع مرور الوقت اجتاحني الفضول وبدأت اسأل الشاب عن دينه.
رده فاجائني بشكل كبير ولم اكن أتوقع أن أسمع شيئا بهذا الجمال. قال لي أن الله هو المحبة، ومن محبة الله للعالم ارسل ابنه الوحيد ليأخذ الخطيئة عنا ويحملها على نفسه.
لماذا؟ لأنه يحبنا ولذلك ضحى بابنه الوحيد من أجلنا لنحيا.
لم أكن أعلم الكثير عن المسيحية الى تلك الفترة . بدأت الكثير من الأسئلة تدور في رأسي عن المسيحية. بدأت أقارن الديانتين وآحاول آن آصل الى الحق .
استمرينا في النقاش قرابة ثمانية أشهر، وفي نفس الوقت كنت جاهدا ابحث وأتعلم اكثر عن المسيحية . وصلت إلى مرحلة أنني لم أعد أعرف ما هي الحقيقة، وبدأت أشعر بالاكتئاب كوني لم اجد أي جواب.
اذكر يوما عندما سالت دموعي في غرفة نومي بمفردي ادعي الله من كل قلبي أن يريني الحق .
وفجاة بعد عدة أسابيع طرق باب منزلي شاب، ولدهشتي كان من مصر ويتكلم لغتي. قال لي أنا أوزع هذا الكتاب وأتيت هنا لأهديك الكتاب المقدس . سألته إن كان لديه الكتاب باللغة العربية، وأهداني إياه. في الشهور القادمة بدأنا نلتقي في محل القهوة ندرس الكتاب المقدس معا، وكان يجيب على كثير من اسئلتي. مضت شهور، واتذكر يومها عندما كنت جالسا في حديقة الجامعة وأتاني شخص وسألني, بماذا تؤمن؟ قلت له أنا لا أعرف لأني ابحث الأن بين المسيحية ودين اخر.
ابتسم وقال لي: أنت هو الشخص الذي ابحث عنه . أهداني كتاب اسمه (نجار وأعظم). للكاتب – جوشمكداول.
هذا الكتاب فتح عيني لأشياء لم اكن أراها من قبل عن المسيحية، وبدأت اتعمق اكثر في دراستي عن المسيحية، من بعدها بدأ ينتابني الشعور أن هذا هو الأقرب للحق لأن الإله يكون هو المحبة. وقلت لنفسي أنني غير مستعد لاتخاذ قرار الى أن أكون متأكد بشكل تام. بعد مرور سنتين التقيت بفتاة مسيحية، وبدأنا نتكلم عن المسيحية بشكل معمق، وهذه الفتاة أجابت عن كثير من اسئلتي كون والدها وجدها يعملون في الكنيسة.
بدأت أحضر الكنيسة معها في كل يوم أحد. مع مرور الوقت بدأت أنمو، وبنفس الوقت بدأت أكتشف الكثير من المشاكل والأخطاء في الدين الاخر التي كانت مخفية عنا في الوطن العربي. والذي ساعدني أكثر في هذه المرحلة هو برنامج يوتيوب. بدأت استماعي ومشاهدتي لشهادة المسيحيين من خلفيات غير مسيحية وكيف توصلوا إلى الحقيقة والنور بالرب يسوع.
أذكر عندما كنت في غرفتي في منتصف الليل اعمل بحثي الاعتيادي, وفجأة، شعرت أنني حللت اللغز ووصلت إلى قناعة تامة أن المسيحية هي الطريق الحق لله. فورا اتصلت بصديقتي والتي هي الآن زوجتي, و في الصباح التالي التقينا في محل القهوة و أخبرتها عن استنتاجي و سألتها ماذا يجب علي أن افعل لكي أدخل المسيحية؟ عندها أمسكت بيدي وأخبرتني، وصلينا مع بعضنا شكرا الله. وفي ليلتها اعطيت حياتي للرب المسيح.
حياتي تغيرت رأسا على عقب، ولكن بداخلي طمأنينة وراحة نفسية لأنني الآن مع علاقة حميمة مع إله المحبة ربنا المسيح المخلص.
كل الخوف والذعر من عذاب القبر وتهديد الذنوب والخطيئة التي امنت بها طيلة حياتي تلاشت فجأة من دماغي مثل الجبل الثقيل الذي إنزاح عني. إن فداء المسيح لنا هو أكبر دليل على محبة الإله لنا.
إن الرب يحبنا، فهذا هو كل ماتمنيته منذ صغري. بالتالي بدأت أحب الجميع بغض النظر عن ديانتهم.
الشيء السلبي الوحيد من وراء تحولي هو ان والدي تبرأ مني ولم تعد هناك علاقة بيننا، وبسببها لا استطيع الرجوع إلى بلدي خوفا من التهديدات على حياتي. بالتالي قررت الاستقرار في الولايات المتحدة. أخوتي الخمسه يعلمون بإيماني ولم يتقبلوا الموضوع في البدء، وكان بيننا عداء. ولكن مع مرور الوقت بدأوا يتقبلون الوضع ويتجاهلون إيماني. تكلمت مع أحد أخوتي الذي أتى إلى الولايات المتحدة أيضا للدراسة، وبعد حوار طويل بيننا استغرق آشهر، أظهر إهتماما وبدأ يسأل أكثر عن المسيحية.
أخبرته أن يدعو الله ويطلب منه أن يظهر نفسه له. لن أنسى اليوم الذي إتصل بي وكله شوق وأخبرني أنه رأى في حلمه أنه سقط من الطائرة ومات كل الركاب الا هو، وعندما نظر إلى اليمين، رأى أشخاص بلباس أبيض يدعون له. وفي الحلم عرف أن هؤلاء الأشخاص هم مسيحيون وأنه نجى بسبب دعائهم له. من بعد هذا الحلم تيقن أنها كانت علامه واستجابة لدعائه. بفضل الله هو ايضا اعتنق المسيحية. الان أنا على تواصل مستمر مع بقية إخوتي أخبرهم عن الخبر السار ومحبة الله، وبإذن الله كلي ثقة أنه يوما ما سيلين قلبهم مثلما ألان قلبي أنا وأخي ويدخلهم في مملكة المحبة.
مقالات مُشابِهة
الله يستخدم الناس العاديين
كيف يمكنك أن تكتب اختبارك الشخصي؟
قصة خالد
قصة فرح