كانَ آدمُ وحواء في الجنّةِ سعيدَيْنِ ولم يُعْوِزْهُما شيءٌ
جاءَ الشّيطانُ إلى حوّاءَ على شكلِ حيّةٍ وقالَ لها: “أحقًّا قالَ اللهُ لا تأكُلا من جميعِ شجرِ الجنّةِ؟”
“لا،” قالتْ حوّاءُ، “منْ جميعِ الشَّجَرِ نأكلُ ماعدا شجرةً واحدةً قالَ اللهُ لا تأكلا مِنها لئلّا تموتا”
فقالتِ الحيَّةُ: “لا، لن تموتا، لكنّكُما يومَ تأكلانِ منها تصيرانِ مثلَ اللهِ تعرفانِ الخيرَ والشّرَّ.”
فنظرَتْ حوّاءُ إلى الشّجرةِ بإعجابٍ، واشتهَتْ أنْ تأكلَ منها، فأخذتْ من ثمرِها وأكلَت وأعطَتْ زوجَها أيضًا، فأكلَ. وللتَّوِّ انفتحَتْ اعينُهُما فعرَفا أنَّهما عريانان، فأخذا ورقَ التينِ وصنعا مآزرَ لهما.
وبعدَ ذلكَ، سمِعا صوتَ اللهِ ينادي: ”أينَ أنتَ يا آدم؟“
فأجابَ قائِلاً: “سَمِعْتُ صوتَكَ فاختبَأْتُ لأنّي عُريانٌ.”
فقالَ لهُ اللهُ: “مَنْ عَرَّفَكَ أنّكَ عُريانٌ؟ هل أكلْتَ منَ الشَّجرةِ الّتي أوْصَيْتُكَ أنْ لا تأكلَ مِنْها؟”
فقالَ آدمُ: “نعمْ. حوّاءُ هيَ مَنْ أعطَتْني مِنَ الشّجرةِ فأكلتُ.”
قالَ الرَّبُ لحوّاءَ: “حوّاءُ، لماذا أكلْتِ منَ الشّجرةِ؟”
فأجابتْ: “الحيَّةُ أغوَتْني فأكلْتُ.”
فقالَ اللهُ لِحوّاءَ: “منَ اليومِ بالأوجاعِ تَلِدينَ، إلى زوجِكِ تشتاقينَ وهوَ يسودُ عليكِ.”
وقال لآدمَ: “منَ اليومِ، ملعونةٌ الأرضُ بسببِكَ، ستكُدُّ وتتعبُ فيها وبعرَقِ جبينِكَ تأكلُ خُبزَكَ.”
أمّا بالنّسبةِ إلى الحيَّةِ، فقالَ اللهُ: “سأجعلُ عدواةً بينَكِ وبينَ نسلِ المرأةِ. ستَلْدَغينَ كعبَهُ، لكنّهُ سيسحَقُ رأسَكِ.”
وكانَ هذا عقابُ آدمَ، حوّاءَ، والشّيطانِ. ثُمَّ ألبسَ اللهُ آدمَ وحوّاءَ منْ جلدِ الحيوانِ وطرَدَهُما من الجنَّةِ.