شخص متدين في المعبد

مظاهر التديُّن بارِزة في بُلداننا، ونُعتبَر من أكثر الشُّعوب تديُّناً، ما حقيقة ذلك وما هي سِمات التديُّن الحقيقي؟ الإجابة في هذا المقال.

“احْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا الْخَيْرَ أَمَامَ النَّاسِ بِقَصْدِ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكُمْ… كَمَا يَفْعَلُ الْمُنَافِقُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَالشَّوَارِعِ، لِيَمْدَحَهُمُ النَّاسُ… فَلاَ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ،… فَاطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرِّهِ،…” (إنجيل متَّى 1:6، 2، 8، 33)

يُقال عن بلداننا العربيَّة أنَّها أكثر البلدان تديُّناً، كما أعلن معهد جالوب الدُّولي لاستطلاعات الرَّأي بأنَّنا رقم واحد في “التديُّن”، وبنظرة عامَّة حولنا نجد مظاهر ذلك بدايةً من رنَّة الموبايل ذات الصِّبغة الدِّينيَّة إلى وضع لفظ الجَلالة “الله” في كل كلامنا وكل ما ننطق به، مُروراً بالصَّلاة و التَّصدُّق في الميادين العامَّة. وغيرها من مظاهر التديُّن، لكن في نفس الوقت نجد أنَّ شعوبنا العربيَّة هي الأولى في البحث ومشاهدة المواد الإباحيَّة على شبكة الإنترنت1 ، والشُّعوب الأولى في قضايا التَّحرُّش والفَساد والرَّشوة والاختلاس والتَّعدِّي على حقوق الغير، وتشهد شوراعنا حوادث قتل وبلطَجة وبيع وتعاطي للمخدَّرات وغيرها من الأُمور التي تجعلك تسأل وبكل قوة: كيف يتَّسق هذا التَّدهور الأخلاقي والسُّلوكي مع ما نراه من تديُّن وصلاة؟! كيف لم يُهذِّب الدِّين فينا وفي سُلوكيَّاتنا؟!

التديُّن المُضاد هو عبادة مزيَّفة موجَّهة لمدح الإنسان وربطه بالممارسات والطُّقوس الدِّينيَّة ممَّا يكرِّس لروح الكبرياء والزّيف وسلوكيَّات محصورة في الأنا، بعكس التديُّن الحقيقي الموجَّه لعبادة الله فهو يربط الإنسان بالله والعلاقة الحقيقيَّة معه ويكرِّس لروح التَّواضع والمحبَّة والسُّلوك المُمجِّد لله.

التدين المضاد

هذا ما عبَّرت عنه كلمة الله فى الإصحاح السَّادس من بشارة الإنجيل بحسب يوحنَّا، ألا وهو “التديُّن المُضاد” أو الشَّكلي المزيَّف (الغير حقيقي)، تكلَّم الرَّب يسوع هنا عن ثلاثة أنواع من البِرّ مشهورة في الدِّيانات: الصَّدَقة (يوحنَّا 1:6-4)، الصَّلاة (يوحنَّا 5:6-15)، والصَّوم (يوحنَّا 16:6-18)، وهي ثلاثة وسائل رئيسيَّة تُسمَّى “الفرائض الدِّينيَّة”، ويُركِّز الرَّب هنا على ضرورة أن تتم هذه الأُمور في الخَفاء – فهي علاقة مع الله وفقط – وليست لجلب مديح النَّاس، بل لكي يراها آبانا الذي في السَّماوات ويكافىء عليها، لكن يا لَقلب الإنسان الخدَّاع، فكل ما يمارسه من هذه الفرائض يعمله ليُعظِّم نفسه فتكون النَّتيجة كبرياء وأنانيَّة وعدم قبول للآخر وحياة لا تعرف الله، فنحن في الحقيقة نعبُد أنفسنا لا الله، ونحصل على رضى داخلي مزيَّف مريض يدفع لتلك السُّلوكيات التي أشَرنا إليها فى بداية كلامنا.

righteous in arabic

الاستنتاج والملخص

أيُّها القارئ العزيز، “التديُّن الحقيقي” يربط الإنسان بالله القدُّوس سبحانه لا بالفرائض والممارسات، و”التديُّن الحقيقي” هو علاقة صِلة مع الله لا ممارسات وطقوس، “التديُّن الحقيقي” يخلق فى الإنسان روح تواضُع واحتياج شديد للاقتراب من حضرة الله أكثر فأكثر، “التديُّن الحقيقي” يظهر فى كلماتنا وسلوكنا وكل ما نعمله.


“التديُّن الحقيقي” هو علاقة صِلة مع الله لا ممارسات وطقوس


صلاة

سيِّدي المسيح.. أعترف لك بأنّي كثيراً ما كنتُ أبحث عن رضى النَّاس ومدحهم وأنا أتعبَّد لك، أشكرك لأنَّك علَّمتني اليوم أن أرتبط بك وحدك، وتكون العلاقة معك هي “صِلة” وليست مجرَّد فروض وممارسات شكليَّة جَوفاء، أُصلِّي في اِسم الرَّب يسوع. آمين.

Pic of Timothy

الكاتب: الأخ تيموثاوس

Writer & Masters in Biblical Theological Studies

  1. .الوطن العربي و المواقع الإباحية. قناة العربي Facebook video.


مقالات مُشابِهة

ما هي العلاقة بين العهد القديم والعهد الجديد؟
قصة سيدنا عيسى
لماذا لا يحفظ المسيحيون السبت؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.