قد نندم في كثير من الأحيان على فُرَص أضعناها في السَّابق، قد تكون فُرَص عمل أو زواج أو سَفر، ورُبَّما أُمور أو أشخاص كانوا سيجعلون ظروفنا أفضَل وأيَّامنا أجمل. فمَن منَّا لم يتَّخذ قرارات في حياته ولم يندم عليها لاحقاً؟ وقد نشعر بأنَّ تلك الفُرَص لن تتكرَّر، ونتمنَّى أن تعوِّضنا الحياة ولو بجزء يسير عن تلك الخسارات والفُرَص التي ذهبت دون عودة.
شعب الرَّب في العهد القديم خسر الكثير بسبب اتِّخاذه لقرارات خاطئة وابتعاده عن الرَّب وعن وصاياه، ممَّا جلبَ عليه دينونة الله، لكن على الرَّغم من ذلك وعدَ الله شعبه بأنَّه سيعوِّضهم عن خساراتهم ويصنع معهم عهداً جديداً، وفي سِفر يوئيل النَّبي يقول الله لهم:
“وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ…” (سِفر يوئيل 25:2) AVD
لطالَما أحببتُ هذه الآية وشعرتُ بأنَّ كلماتها تُلامس قلبي، ولطالَما آمنتُ بها وصدَّقتُ بأنَّ الله سوف يعوِّضني عن كل ما خسِرته في حياتي، خاصَّةً أنَّ خساراتي السَّابقة كانت بسبب اتِّباعي للمسيح. فأمانة الله مع شعبه في العهد القديم على الرَّغم من اتِّخاذهم لقرارات خاطئة وقلَّة أمانتهم، كانت سبباً في ثِقتي بأنَّ الله سيعوِّضني عن الخسائر التي تعرَّضتُ لها بسبب اتِّخاذي لأفضل قرار في حياتي ألا وهو إيماني بالمسيح.
وفعلاً عوَّضني الرَّب عن كل السِّنين التي أكلَها جَراد الحُزن والاضطِهاد والمُحارَبات، وعوَّضني أضعافاً مضاعفة عن كل ما خسِرته في حياتي، لا أقصد بالتَّعويض هنا (أمراً مادِّيّاً) بل أقصد مجتمع الإيمان والأشخاص المؤمنين المُخلِصين الذين وقفوا معي في السَّرَّاء والضَّرَّاء عوضاً عن أهلي وأقاربي الذين تخلّوا عني، والأمان والسَّلام والطُّمأنينة والفرح وتسديد الاحتياج والرِّعاية والحماية والثَّقة بالله في كل الظُّروف عوضاً عن الخوف والقلق المستمر الذي كان يلازمني، والأهمّ من كل ذلك هو تعويض الرَّب لي بخَلاصي من العذاب الأبدي ومَنحي الحياة الأبديَّة التي لا أستحقّها.
فإن كُنتَ تشعر بالخسارة فضَع ثِقتكَ بإله التَّعويضات وارفَع عينيك نحوه وتأكَّد بأنَّ الله أمين تجاه وعوده وصالح تجاه من يتَّكل عليه، فالذي عوَّضَ إبراهيم وسارة بنَسل على الرَّغم من الشَّيخوخة، والذي عوَّضَ يوسف بأن جعلهُ ثاني فرعون مصر، والذي عوَّضَ أيُّوب بأضعافٍ مضاعفة عن كل ما خسِره، قادر بأن يعوِّضك عن سِني حياتك التي أكلَها الجَراد.
“إِنْ تَخَلَّيْنَا عَنْ أَمَانَتِنَا، فَهُوَ يَبْقَى عَلَى أَمَانَتِهِ، إِذْ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَنَكَّرَ لِذَاتِهِ!” (رسالة بولُس الثَّانية إلى تيموثاوس 13:2)
مقالات مُشابِهة
اضمن حياتك..
أين ستقضي الأبدية؟
الطريق الوحيد