man helping another man up a mountain

في هذا المقال، سوف نتحدَّث عن أهميَّة الأعمال في حياة المؤمن وإن كان مسؤولاً أو غير مسؤول بعد أن يخلُص.

إنَّ الخلاص الذي يقدِّمهُ الله، من خلال ابنهِ يسوع المسيح، مجَّاني بالكامل. فهذا الخلاص قد وَهبهُ الله للخُطاة بعد أن سدَّد ثَمنهُ المسيح بدَمهِ عندما ماتَ وقام.

عواقب الأفعال

في الحقيقة، كُلّ فِعل يقوم به الإنسان لهُ تَبِعات. وللأسَف، بسبب طبيعة الإنسان السَّاقِطة، فإنَّ أغلَب أفعاله هي تَعدِّيات على شريعة الله. من المُمكن أن تكون أفعال الإنسان غير ضارَّة بقريبهِ على الإطلاق، وبالتَّالي هو لا “يؤذي أحَد” ولكن الخطيَّة بتعريفها الكِتابي هي التَّعدِّي على وصيَّة الله. فعلى سبيل المِثال، آدَم وحوَّاء لم يتعدَّيا على أحد بأكلِهما للفاكِهة، ولكنَّهُما عَصَيا كلمة خالِقهما وهذا الأمر يكفي بجَعلِهما مُذنِبَين.

عدالة الله ورحمته

إنَّ عدالة الله القدُّوس تتطلَّب قصاص على كُلّ تَعدِّي موجَّه نحوهُ وعلى كُلّ عِصيان وكَسر لكلمتهِ. وهذا القصاص الذي اختارهُ الله هو العذاب الأبَدي بعيداً عنهُ في النَّار التي وصَفها الرَّب يسوع بأنَّها “لا تُطفَأ”. ولكن بسبب غِنى رحمة الله، قدَّمَ لنا غُفراناً لهذه الخَطايا من خلال وَضع العِقاب الذي نستَحِقّه نحن على المسيح. وهذا ما حدَث على الصَّليب، فأنا وأنت أيُّها القارئ مُذنِبين أمام الله ومتوجَّب علينا العِقاب، ولكن المسيح أخذَ مكاننا وأعلَن:
“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (إنجيل يوحنَّا 16:3)

salvation in arabic

الغفران التام

يُعلِن الكِتاب المُقدَّس أنَّ كُلّ من يتوب عن خَطاياه ويُؤمن بالمسيح وعمَلهِ الكامِل للفِداء، تُغفَر خَطاياه بالكامِل ويُصبح خَليقة جَديدة وغير خاضِع للدَّينونة:
“فَالآنَ إِذاً لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيَّةُ دَيْنُونَةٍ بَعْدُ.” (رسالة بولُس إلى أهل روما 1:8)

لا مسؤولية بعد الآن؟

يَعتَبِر النَّاس أنَّ هذه العَقيدة غير منطقيَّة وأنَّها بطَريقةٍ ما “تُشَرِّع الخَطيئة” بحَيث يُمكن لأيّ شخص أن يقول: “أنا مؤمن بالمسيح وخَطاياي قد غُفِرَت وبالتَّالي بإمكاني أن أعيش في الخَطيئة من الآن وصاعِداً”. وهذا هو السُّؤال الذي طرحهُ أحَدهُم على الرَّسول بولُس، أمَّا هذا الأخير فكان جوابهُ صارِماً وجازِماً:
“إِذَنْ مَاذَا نَقُولُ؟ أَنَسْتَمِرُّ فِي الْخَطِيئَةِ لِكَيْ تَتَوَافَرَ النِّعْمَةُ؟ حَاشَا! فَنَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟” (رسالة بولُس إلى أهل روما 1:6-2)

فجاوَب بولُس على هذا السُّؤال المَطروح بسُؤال استِنكاري آخَر بعد أن جزَم بكلمة “حاشا” قائلاً: كيفَ نعيش بعد في الخَطيئة ونحنُ قد مُتنا عنها؟ فرَغبة المؤمن تتغيَّر عندما يجعلهُ الله خَليقة جَديدة بالإيمان وتُصبِح رَغبتهُ العَيش لله والعمل بكلمتهِ وتَمجيده.

كما يُعلِن الكِتاب المُقدَّس أنَّ الدَّينونة تَلي المَوت مُباشرةً (رسالة العبرانيِّين 27:9)

وبما أنَّ المؤمنين بالمسيح لا دَينونة عليهم، فهل همُ بِلا حِساب بعدَ مَغفِرَة خَطاياهُم؟


كيفَ نعيش بعد في الخَطيئة ونحنُ قد مُتنا عنها؟


محاسبة المؤمنين

“إِذْ لابُدَّ أَنْ نَقِفَ جَمِيعاً مَكْشُوفِينَ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا اسْتِحْقَاقَ مَا عَمِلَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَسَدِ، صَالِحاً كَانَ أَمْ رَدِيئاً!” (رسالة بولُس الثَّانية إلى أهل كورنثوس 10:5)
فسَوف يكون المؤمن مَسؤولاً أمام الله عن كُلّ عمل يفعَله، بما أنَّ الله أوكَلهُ على الكثير كَونه الآن أصبحَ ابنه. ولكن أفعال المؤمن لا تؤدِّي إلى خَلاصِه أو هَلاكِه، فكَما رأينا سابِقاً، كيفيَّة الخلاص مُتمَحوِرة فقط حَول ما فعلهُ المسيح لأجلنا وليس حَول ما يُمكن أن نَفعلهُ نحن لأجل أنفُسِنا. فمُحاسَبة المؤمنين ستؤدِّي إلى تَكريمهِم على أمانتِهم أو تَوبيخِهم على عدَم أمانتِهم.

وهذا الأمر حسَمهُ الرَّب على فَم بولُس الرَّسول:
“لَيْسَ مُمْكِناً أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ أَسَاساً آخَرَ بِالإِضَافَةِ إِلَى الأَسَاسِ الْمَوْضُوعِ، وَهُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. فَإِنْ بَنَى أَحَدٌ عَلَى هَذَا الأَسَاسِ ذَهَباً وَفِضَّةً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً، أَوْ خَشَباً وَعُشْباً وَقَشّاً، فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَنْكَشِفُ عَلَناً إِذْ يُظْهِرُهُ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي سَيُعْلَنُ فِي نَارٍ، وَسَوْفَ تَمْتَحِنُ النَّارُ قِيمَةَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ. فَمَنْ بَقِيَ عَمَلُهُ الَّذِي بَنَاهُ عَلَى الأَسَاسِ، يَنَالُ أَجْراً. وَمَنِ احْتَرَقَ عَمَلُهُ، يَخْسَرُ، إِلّا أَنَّهُ هُوَ سَيَخْلُصُ؛ وَلكِنْ كَمَنْ يَمُرُّ فِي النَّارِ.” (رسالة بولُس الأولى إلى أهل كورنثوس 11:5-15)

فمَن تحترِق أعماله، يَخلُص، ولكن كمَن بِنار، أي سَوف يشعُر بالعار لأنَّهُ لم يكُن أميناً على ما أمَّنهُ عليه الرَّب.


كيفيَّة الخلاص مُتمَحوِرة فقط حَول ما فعلهُ المسيح لأجلنا


الخاتمة

خَلاص الله مجَّاني بالكامِل، لا يُمكن شِراءهُ لا بمال ولا بأعمال. وهذا الخَلاص عَجائِبي إذ يُغيِّر قَلب الإنسان من مُتمرِّد إلى اِبن لله. على المؤمن أن يعيش أمام هذه الحقيقة، أنَّهُ اِبنٌ لله وبالتَّالي يُمثِّلهُ بكُلّ عمل يفعَلهُ. فإمَّا يجلِب المَجد لِاسم المسيح، وإمَّا العار!

الكاتب: الأخ كمال

Minister & Theologian


مقالات مُشابِهة

هل نخلص بالمعمودية؟
كيف أصبح مسيحي؟
آيات عن الخلاص


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.